سرابا نرى ونحسبه ماءا / راتب عبابنه

سرابا نرى ونحسبه ماءا
راتب عبابنه

بأسلوب الإدارة الحالي وبالنهج القائم وبالتستر على الفاسدين لو مُنحنا ميزانية السعودية، لن يتغير شيء سوى أن يزداد الفاسدون فسادا والأغنياء غنى.

ونتيجة لذلك، يزداد التغول وتزداد الأعباء وتوضع قوانين أكثر تضييقا وتصبح الجرائم الإلكترونية أكثر شمولا حتى لو تحدثت بالعموميات ودون تحديد الإسم أو الجهة.

وتلك إفرازات الجشع غير المحدود وأشبه ما يكون بالإقطاع الذي هو من صور الإستعباد.

فكيف السبيل إلى التغيير؟؟ هل نبقى نصفق ونطبل ونألّه من يدفع بنا إلى الهاوية؟؟ نسمع كلاما معسولا، لكن عند إسقاطه على واقعنا، نكتشف أنه كلام للخدير والتهدئة ولخلق أمل وهمي يتبين بالنهاية أننا رأينا سرابا وينتظرنا سراب آخر.

هل لشعب قانع وراض ويساس بالعدل دون تمييز ورأيه مسموع وحريته مكفولة وفرص عمله متاحة وكرامته مصانة، هل لمثل هذا الشعب أن يخرج للشارع ويهتف مطالبا بحقوقه التي تهضم بوضح النهار وعتمة الليل؟؟

هل كان الأردنيون نزاعون للتظاهر والإحتجاج والمكوث بالشارع لمحاولة التعبير عن الحال الذي يعيشوه؟؟ لم نشهد الحراكات إلا بالعقدين الأخيرين. لم نشهد هذا الحجم من الإعتقالات في السابق. لم نشهد هذا التغول والتضييق على الحريات حتى بزمن الأحكام العرفية. لنعود للأحكام العرفية ما دامت أكثر رحمة وعدلا من قوانين بوجود مجلس نواب وبزمن منظمات حقوق الإنسان.

ما نخلص إليه، بالقطع هناك خلل كبير خلق هذه الحالة من التردي والتراجع بدلا من النهوض والتقدم. حال آخذ بالتدهور يحتاج للتوقف والتبصر والغوص عميقا للقضاء على الأسباب. هذا إذا كان هناك من يريد الحفاظ على الوطن فعلا لا قولا.
حمى الله الأردن والغيارى على الأردن والله من وراء القصد.