طبل عند إطرم / رائد عبدالحمن حجازي

طبل عند إطرم

رائد عبدالحمن حجازي

لا زلت أذكر ذلك الدرس في منهاج القراءة للمرحلة الإبتدائية قبل أربعة عقود ، قصة طريفة بعنوان (الطبل) ، وخلاصتها لمن لا يعرفها ” أن ولدً طلب من والده بأن يشتري له طبلاً ، فرفض الوالد معللاً ذلك بأن الطبل سيسبب له الإزعاج . فرد عليه الابن وقال : لا تخاف يا والدي فأنا لن أطبل عليه إلا وأنت نائماً “.
لم يكن وقتها النص للطرفة والفكاهة فقط بل كُنا نستخرج منه الفعل والفاعل والمفعول به بالإضافة لبعض قواعد الإعراب الأخرى .
هذا الدرس لم يعد ضمن مناهجنا هذه الأيام ، وأنا كلما أتذكره يخطر على بالي ذلك الطفل المسكين الذي كانت أمنيته بأن يكون عنده طبلاً وخصوصاً أنني أرى هذه الأيام الأولاد يمتلكون الاجهزة الذكية والتي تحتوي على العديد من ألعاب التسلية ومن ضمنها الموسيقى والإيقاع . وأنا على يقين بان أي ولد من هؤلاء لم ولن يخطر بباله شراء طبل أو حتى دُربكة صغيرة .
ذلك الولد المسكين بطل درس القراءة ربما استعاض عن الطبل بقلن بلاستيكي أو علبة سمنة أو قطعة خشبية ليشبع غريزته الطفولية . ومن منطلق تعاطفي مع ذلك الولد ولإدخال البهجة والسرور على قلبه ، لو قُدر لي سأعمل جاهداً على إعادة هذا الدرس لمناهجنا ولكن مع تعديل بسيط وهو (بان يكون الوالد سمعه ثقيل يعني زي ما تقولوا على الطرمات) وبذلك تكون النهاية سعيدة للطرفين .
ها ! وشّو بتقول ؟ أيوا منهو بحتشي ؟ إرفع حِسك شو مالها : اللهاية بعيدة عن العين !