سنوات من التيه والضياع على أيدي مراهقين !!/المهندس سليم البطاينة

سنوات من التيه والضياع على أيدي مراهقين !!
المهندس سليم البطاينة
 ان ما يحدث الان على الساحة الداخلية الاردنية لم يأتي فجأة مثل زهرة على نصف صدفة في أعماق البحر ، بل هو نتيجة سنوات طويلة من التيه والضياع على أيدي مراهقين سياسيين واقتصاديين وأمنيين وعسكريين !!! فأي دولة تُعطي مصيرها للمجهول لا تنتظر إلى الضياع وعدم الاستقرار ، فكل النتائج الكارثية التي تطغى على بوادر ضياع الدولة أصبحت واضحة للعيان ،،، وأصبح حال المواطن متى سنرى وجوداً للدولة ؟ أنه واقع مقلق ومُظلم بات يُحلق في آفق لا نعلم متى سينتهي
وتنتهي معه سنوات الضياع
 فالدولة على ما يبدو الان في مرحلة ترنح وهي لا تقوى على حمل نفسها !! ناهيك عن حمل عامة الناس وأضحت لا تعرف مواقع المواجع ولا تعرف تشخيص الآلام ؟ فلا يمكن الحديث عن وجود للدولة وهي تحت وطأة المديونية ومهددة بالإفلاس !! وفي ظل تدهورا اقتصاديا وفقراً مدقعاً اصاب الناس ، فالاقتصاد الذي يعتمد على الدين من أجل رفع نموه سيفضي إلى كارثة نقدية قادمة دون محالة !!! فالنهج الليبرالي الاقتصادي والسياسي والذي قاده المراهقين منذُ عقدين من الزمن أدى إلى الانفلات المطلق بإفساد المجتمع وأضعف الدولة وأركانها ورموزها وشل موءسساتها !!
فلا أدري هل ما زال الكلام مفيداً !! وهل غضب الشارع يخيف المسؤلين ؟ وفوق كل ذلك هل ما زال الاْردن وطننا ؟ فالإجابة على كل تلك الأسئلة تأتي محمولة باليأس والإحباط ، لقد فقدنا الأمل وفقدنا ملامحُ اننا بشر لنا حقوق !!! فعندما تكون غريمة السارق رغيف خبز !! عندها يتلاشى مفهوم وجود الوطن !! ويعني ايضاً أن أخلاقنا وأعراضُنا قد سُرقت منا جميعاً
ففي كثير من الأحيان يُحار الانسان ويسال أين هو صوت العقل ؟؟ فغيابه لن يتنجُ عنه سوى الخراب والدمار !!! فألى متى سيبقى غائباً ؟ فعلى مدار سنوات طويلة أعتبر الكذب أمراً معتاداً ومقبولاً حيث بتنا أمام أزمة شديدة في المصداقية بحيثُ قمنا بالقفز فوق السراب وخلقنا أجواءً حالكة من أجل أخفاء الحقيقة
فدعونا ننصح فقد ضللنا ننصح حتى بُح الصوت ونفذ المداد ونحن نُبين ونُشخص مواطن الداء فحال البلاد مؤسف ونحن على مفترق طرق بسبب لهوًا من مراهقين أضاعوا الوطن !!! فلا ابالغ اذا قلت اننا نقف على آتون مرحلة هي الأخطر في تاريخنا !! فالأمل بات على ما يبدو مفقوداً للتوصل إلى خطط دفاعية لتحصين الذات وتقوية المناعة !! فلا زلنا نغوص ونغرق ونتوحل في أزمات لا ندري من يصنعها ؟ فالرغبة في التأثير هي حاجة وهدف ومصلحة وطنية لا يختلف عليها اثنان ،،،،، فدعونا نلتقي في الأيام القادمة لرسم آفاق جديدة لوطن ضاع بين أيدي مراهقين