مفلوق لا توكل / احمد حسن الزعبي

مفلوق لا توكل

احمد حسن الزعبي

أعجبني تقرير للزميل “محمد الخصاونة” في صحيفتنا الرأي يتحدّث فيه عن منصّة البيانات المفتوحة ،التي استحدثتها وزارة الاتصالات أو ما تم تسميتها “وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة”..حيث اختار الزميل عنوانا لتقريره : منصّة البيانات المفتوحة..بلا معلومات؟..حيث يذكر الزميل أنك كمواطن او باحث أو حتى مستثمر مهما حاولت البحث من خلال هذه المنصّة حول أي من المعلومات الضرورية التي تحتاجها حتماً فإنك ستواجه هذه العبارة ” لم تجد البيانات التي تبحث عنها..اطلبها من المؤسسة المعنية” وهذه العبارة العبقرية هي نفس العبارة التي كان يقوم بها الموظف العادي في أي مؤسسة حكومية “ارجع بكرة..أو شوف زميلي..او هاي مش عندي” الفرق الوحيد انها انتقلت من الرد “وجها لوجه” الى الرد الاليكتروني…
**
وجود منصة مفتوحة للبيانات..و لا يوجد بها أي بيانات..تذكّرنا بالنكتة القديمة المتداولة عند شباب سن 16..ان شخصاً ذهب الى كافتيريا وطلب سندويشة كبدة..وعندما لفّ العامل السندويشة وأعطاها للزبون اكتشف الأخير أنها مجرّد خبزة فارغة بدون محتوى “سأله وين الكبدة”؟..فردّ العامل صح اسمها سندويشة كبدة مش شرط يكون فيها كبدة : ليش شاي الوزّة فيه وزّة؟؟ …ويبدو أن “الوزّة” المعلن عنها في الحكومة الاليكترونية وحكومة النهضة والفريق المتشابهة بالسمات والأحلام والخيال العلمي …هي التي باضت لنا منصّة البيانات المفتوحة التي لا يوجد بها أية بيانات..
**
من جانب آخر أكثر ما يسبب لنا انفصاماً نحن كمراقبين وكمواطنين وباحثين عن الحقيقة ، أن جميع الخطابات الرسمية يقول أنه من حق المواطن الحصول على المعلومة التي يريدها..وعندما نوجّه سؤالا أو كتاباً للجهة المعنية..يأتي الجواب بالرفض أو بالتجاهل أو بالسجن كما حدث مع أحدهم مؤخراً…طيب ، ما الحل اللجوء الى الطرق الملتوية في الحصول على المعلومة؟..أيضاَ هناك تعميم أن من يسرّب وثائق سوف يكون تحت طائلة القانون…كيف اذا سنصل إلى الحقيقة..إذا كنتم تحجبون عنا المعلومة المطلوبة..واذا حاولنا الحصول عليها بطريقتنا سوف نتعرض للمساءلة القانونية طيب كيف سنصل للحقيقة إذن؟ ..مفلوق لا توكل وصامد لا تفلق واكل تا تشبع..أو موت من الجوع؟هيك صار القصة؟
احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com