“مصحف البصيرة” يضيء صفحات القرآن لـ 25 مكفوفاً أردنياً

كنانه نيوز –

يمضون ببصيرة أفئدتهم.. خطواتهم ثابتة.. وأهدافهم واضحة، فأصحاب البصيرة، لم يرضخوا لفقدان نور عيونهم، فهم كطائر العنقاء يحيون من تحت الرماد.

جمعية المحافظة على القرآن الكريم، لم تجد أنفس وأغلى من “مصحف البصيرة”، لتقدمه هدية لـ(25) كفيفاً وكفيفة، بالتعاون مع جمعية المنابر القرآنية بدولة الكويت الشقيقة.

في القاعة، التي عجّت بالحضور ساد صمت عظيم، فلا تكد تسمع فيها همساًً، في حضرة تراتيل الفتى الكفيف نعمان أبو حسن نعمان، قبل أن ينطلق ياسر الشافعي، بصوت جهوري وكلمة جامعة بليغة، لم يتتعتع أو يلحن بحرف، وهو الكفيف الذي يرأس نادي الشعلة للمكفوفين.

الشافعي تقدم بالشكر لجمعية المحافظة على القرآن الكريم، وإلى جمعية المنابر القرآنية في الكويت، قائلا: “إن هذه النسخ ستكون نبراساً ينير قلوب المكفوفين، وأيّ نور أعظم وأجل من نور كتاب الله عز وجل، ليشعل قلوبنا حُبّاً وإيجابية وإرادة وإقبالاً على الحياة”.

وأشاد الشافعي بالتعاون المشترك بين الجمعيتين، وأنهما لم تقصران بتاتاً في خدمة القرآن الكريم، “إذ إن معظم المكفوفين في الأردن والكويت، قد حازوا نسخاً من القرآن الكريم بلغة “بريل”، وهذا يدل على الرعاية المميزة لهذه الفئة”، كما قال.

وعدّ تقديم هذا النور المشع (مصحف البصيرة) آية إعجازية، إذ تكفّل الله عز وجل بحفظ كتابه، قائلا: “وما وجودنا في هذا المكان، إلا إشارة إعجازية لهذه الآية {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}، التي تدل على تكفّل الله عز وجل بحفظ كتابه إلى أبد الآبدين، وما هذه الوسيلة الجديدة التي ستتوفر بيد المكفوفين، إلا لتؤشر تمام الإشارة إلى تكفل الله عز وجل بحفظ كتابه”.

راعي الحفل، عضو مجلس إدارة الجمعية، أ. منير مرعي، قال: إننا في الجمعية نشعر بكل الفخر والاعتزاز، ونحن نقدم لإخوة كرام هذا العمل (مصحف البصيرة)، الذي نسعى من خلالها إلى تيسير وتعليم كتاب الله عز وجل.

وأضاف “مرعي”: إننا إذ نقدم ونسعى إلى هذا الخير، هدفنا أن نكمل مسيرتنا في خدمة كتاب الله عزة وجل، قبل أن يتطرق إلى قصة عبد الله بن أم مكتوم وموقفه مع الرسول صلى الله عليه وسلم، والتي سردها القرآن الكريم، في دلالة على الاهتمام بهذه الفئة.

كما عدّ نماذج مميزة فقدت بصرها ولكنها لم تفقد بصيرتها وتركت بصمة في الحياة، كالشيخ ابن باز والداعية المصري عيد الحميد كشك، وأستاذ التفسير أ.د. فضل عباس.

مقدم الحفل، مدير العلاقات العامة بالجمعية، أ. عمر الصبيحي، قدّم شرحاً مفصلاً، عن طبيعة عمل الجمعية، ودورها بإحداث النهضة القرآنية، ومدى اهتمامها بذوي الاحتياجات الخاصة، وتخصيص اثنين من أهم إنتاجاتها لهذه الفئة (تفسير القرآن الكريم بلغة الإشارة للصم والبكم، والمصحف الشريف بطريقة “بريل” للمكفوفين)، واللذان شكلا علامة فارقة في تاريخ هذه الفئة للتعرف على رسالة القرآن الكريم.

ومصحف البصيرة، لقراءة وحفظ القرآن الكريم، وتفسيره أيضاً، يعتمد على تكرار الآيات وكذلك التفسير واختيار القارئ.

هذا، وحضر الحفل مدير عام الجمعية أ. حسين عساف، والمدير المالي أ. عبدالقادر مرعي، وعدد من الحضور والمهتمين.