تصبيحتي أحلى من تصبيحتك
كامل النصيرات
مرّ رجلٌ برجلٍ وقال له : صباح الخير ..فردّ عليه : صباح النور..ولما ابتعد الرجل الأول عن الرجل الثاني ناداه: هييييييييه ممكن ترجع شوية ؛ عاوزك..؟ فرجع وهو يقول له : بأمرك..فقال الرجل الذي نادى: أنت حكيتلي صباح الخير وأنا رديت عليك صباح النور..؟ فقال الرجل المنادى عليه: مزبوط ..قال الرجل الذي نادى : ممكن تجاوبني أي واحد فينا كان (تصبيحته) أحلى من الثاني؟ تصبيحتي وإلا تصبيحتك..؟ قال الرجل المنادى عليه : أعتقد تصبيحتي لأني أنا من بادرت بالأول فتصبيحتي فيها حسّ المبادرة..! فرد عليه الرجل الذي نادى وبه شيء من الغضب: لا يا أستاذ..أعتقد تصبيحتي أحلى وأحلى بكثير؛ لأنه تصبيحتي فيها عمق وأصالة و إلقائي لها كان مدوزن..! فقال الرجل المنادى عليه وهو يتمالك نفسه ولكن دون جدوى: لالالا اسمحلي..صباح الخير تبعتي فيها شجن قادم من عبق التاريخ وأصلاً أنا صبحت عليك لأجعلك تشعر بتاريخ آبائك وأجدادك..! فرد عليه الرجل الذي نادى: لالالا هيك انت زودتها أنا بفهم بالتاريخ قبل ما أشوف خلقتك..!
واستمرّ الصراخ: تصبيحتي مش تصبيحتك..حتى جاءهما رجلان فارعان دارعان..ولما سألاهما عن المشكلة وعرفاها؛ طلبا منهما إعادة المشهد وكل واحد منها يعيد تصبيحته وما أن انتهيا حتى تذكّر أحد الرجلين الفارعين الدارعين أنه ألقى تصبيحته على صاحبه ؛ فسأله: ولك صحيح؛ مين أحلى تصبيحتي وإلا تصبيحتك..فعاد نفس السيناريو والحوار الذي جرى مع الرجلين الأولين..وتعالت الأصوات الأربعة ..تصبيحتي..مش صحيح؛ تصبيحتي أنا..
يقال وعلى ذمة من روى الحكاية (اللي هو أنا) ؛ أن القرية بأكملها قايمة قاعدة وصارت جملة (صباح الخير) مفتاحاً لأزمات اقتصادية وثقافية واجتماعية لا حلّ لها وخصوصاً أن عدوى التصبيح انتقلت إلى باقي القرى وها هي تزحف للمدن التي يسكنها الغرباء..!!
صباح الخير يا قوم..