انطلاق فعاليات المؤتمر الدولي الأول في التاريخ والحضارة الاسلامية بجامعة اليرموك

كنانه نيوز –

مندوبا عن صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال، رعى رئيس مجلس أمناء جامعة اليرموك الدكتور خالد العمري افتتاح فعاليات المؤتمر الدولي الأول في التاريخ والحضارة الاسلامية بعنوان “الحياة العلمية والفكرية والثقافية في العالم العربي بين القرنين 1-14 هـ/ 7-20م”، والذي نظمه قسم التاريخ بكلية الآداب في جامعة اليرموك.

وألقى العمري خلا حل افتتاح المؤتمر كلمة سمو الأمير الحسن بن طلال، والتي أكد فيها سموه على أن إن مهمة كتابة التاريخ وتعليمه ليست مسألة عابرة، فالعلوم الإنسانية وعلى رأسها علم التاريخ، تتولى بناء شخصيات الأجيال وصقلها وتهذيبها، ويعتمد على فهم المؤرخ للأحداث مسار التعليم وبث الوعي بالذات وبناء مدماك الحضارة، ومن هنا، فإن عقد مثل المؤتمرات التي يحضرها المؤرخين الذين يتولون هذه المهمة الصعبة بكتابة التاريخ وتعليمه في الجامعات، ليست ترفا ولكنها حاجة حقيقية، للتشاور في المناهج وتطوير فهم الكتابة التاريخية، لاسيما في هذا الزمن المفصلي الذي يتغير فيه العالم ويتشابك بالاتصالات والمواصلات، حيث أصبح الكون قرية عالمية، وأصبحت الأحداث التي تجري في أقصى العالم تصلنا بلمح البصر، الأمر الذي يغير في أساليبنا التقليدية ويتطلب منا تحديث مناهجنا، وهو ما أتمنى أن أراه في الأقسام التي تٌدرّس التاريخ وتبنى به هوية الأجيال.

ودعا سموه من خلا الكلمة القائمين على تدريس التاريخ للأجيال أن يتذكروا دوما تعليم الخطاب العقلي والموضوعية والتفكير ضمن أفق واسع، فنحن لسنا وحدنا في هذا العالم ، ونحن أصحاب حضارة عريقة ومتجذرة ومتنوعة، أغنت المشرق والمغرب، ونقلت الفكر العربي الإسلامي إلى أوروبا من خلال أبواب الأندلس، ووصلت من خلال التجارة إلى أبواب الشرق الأقصى، ونقلت من خلال التجارة حضارتنا التي استوعبت كل الأجناس والأعراق، مشيرا إلى أن الحضارة تراكم متجدد من مساهمات الشعوب وفكرها، وهو ما نتمنى أن يعرفه طالب التاريخ الذي تعدونه للمستقبل لتولي مهمة الكتابة التاريخية.

ودعا سموه إلى ضرورة إعادة تفعيل التعاون بين جامعات الأردنية واليرموك وجامعة دمشق والتي تبنت مشتركة عقد مؤتمر دولي لتاريخ بلاد الشام عبر العصور، والذي بدأ مع سبعينيات القرن الماضي، وأصبح عقد هذا المؤتمر من الأحداث المٌقدرة في تاريخ هذه الجامعات، لافتا إلى امكانية إعادة عقد هذا المؤتمر وإتاحة المجلدات التي تضم محاوره عبر 11 عاما للباحثين بالطرق الإلكترونية المعروفة، وتعميمها على جامعات المشرق العربي والمغرب العربي وجامعات العالم، وأوصى بأن تركز المؤتمرات القادمة على منطقة المشرق.

وأكد رئيس جامعة اليرموك الدكتور زيدان كفافي في كلمته أن عقد هذا المؤتمر يأتي تأكيدا على عزيمةٌ الجامعة الصادقةٌ لبحث جوانب الحضارة العربية والإسلامية ودراسة آفاق الحياة العلمية والفكرية والثقافية في العالم العربي منذ القرن الهجري الأول إلى القرن الرابع عشر، مشددا على ضرورة البحث ودراسة تاريخ العالم العربي وإنجازاته ما قبل الاسلام، واهمية تطوير المنهجية المتبعة في تدريس التاريخ لأبنائنا في المدارس والجامعات.

وأضاف إن هذا المؤتمرَ يُعَدُّ خطوةً واثقةً لاستكشاف تاريخنا الحضاري المجيد الذي نستلهم منه القوة للنهوض من جديد وبعث روح العلم والتميز للإسهام في بناء الحضارة الإنسانية، كما أنه يعد إسهاماً فاعلاً لجامعةِ اليرموكِ في إبراز الموقع المهم والمؤثر لجميع جوانب الحضارة العربية والإسلامية لا سيما في سني الازدهار على خارطة التاريخ الإنساني لافتا إلى ان اليرموك تضع على سُلّمِ أولوّياتِها الاهتمامَ بالجوانبِ العلميّةِ والبحثيّةِ عن طريقِ إقامةِ المؤتمراتِ والندواتِ، والفعاليّاتِ التي تهدفُ إلى تبادلِ الأفكارِ والخبراتِ، وتعميقِ أواصرِ التعاونِ العلميِّ بينَ العلماءِ والباحثينَ، وإغناءِ الموروثِ الإنسانيِّ بأحدثِ الأفكارِ والنظريّات، وقد جاء هذا المؤتمر إدراكاً مِنْ الجامعة بدورها في تعزيزِ التواصلِ بينَ أعلام الثقافةِ العربيّةِ الحريصينَ على بعثِ روحِ الأمّةِ الواحدةِ، واستمراريّةِ التواصلِ بينَ أبنائِها.

بدوره قال عميد كلية الآداب في الجامعة الدكتور محمد بني دومي أن الأمة بدون تاريخ أمة منبتة لا جذور لها، وأن العودة إلى التاريخ ليست لاجترار الماضي، ولكن للإفادة من أحداثه وأخذ العبرة والدروس منها، مشددا على اننا أحوج ما يكون في هذا الوقت إلى ان نعود إلى تاريخ امتنا العربية والإسلامية لنتعلم الدروس، ولنبني على ما بناه الآباء والأجداد، ونرتقي بأمتنا وحضارتنا العربية، حتى لا نكون على هامش الحاضر والمستقبل.

وألقى رئيس قسم التاريخ، رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الدكتور محمد المزاودة كلمة أشار فيها إلى أن هذا المؤتمر ومن خلال المشاركين فيه من علماء وباحثين، يسعى لاستكشاف التاريخ والاطلال على الحياة العلمية والفكرية والثقافية في العالم العربي منذ القرن الهجري الأول إلى القرن الرابع عشر، وما قدمته الثقافة الإسلامية للإنسانية طيلة قرون من العطاء العلمي في مختلف الميادين العلمية والعملية والنظرية، لافتا إلى ان هذا المؤتمر يشكل جزءا من مجموعة النشطة الثقافية والفكرية والعلمية التي تميز هذه التظاهرة المهمة في حياتنا الثقافية العربية، معربا عن أمله بأن يسهم هذا المؤتمر ومن خلال أوراقه العلمية بتبادل الخبرات بين المشاركين، ودفع الثقافة العربية في زمن العولمة نحو التطور والازدهار.

ومن جانبه القى الدكتور علي ابن ابراهيم النملة من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية السعودية كلمة المشاركين في المؤتمر، شكر فيها جامعة اليرموك على تنظيم هذا المؤتمر الذي يعنى بالالتفات إلى تاريخ العرب والمسلمين بعد فترة من الانقطاع والاستهانة بالتاريخ والحضارة الاسلامية، والتي وسمت كتبها بأنها من الكتب الصفراء، مشيدا بجهود قسم التاريخ في الجامعة وحرصه على تنوع الموضوعات والمحاور التي تناقشها الجلسات العلمية لهذا المؤتمر ومناقشتها من قبل علماء ومختصين وباحثين من مختلف الدول العربية.

ويتضمن برنامج المؤتمر في يوميه عقد 18 جلسة علمية، بمشاركة باحثين وعلماء من دول السعودية، ولبنان، والعراق، وعُمان، والجزائر، والكويت، وتونس، وفلسطين، ومصر، وإيران، وفرنسا، بالإضافة إلى الأردن.

وفي نهاية حفل الافتتاح الذي حضره نائبا رئيس الجامعة الدكتور أنيس خصاونة، والدكتور فواز عبد الحق، وعدد من العمداء وأعضاء الهيئة التدريسية في الجامعة، وحشد من الطلبة، والمشاركين والمهتمين بالمؤتمر، قدم العمري الدروع التقديرية لداعمي المؤتمر.

وعلى هامش المؤتمر تم تنظيم مهرجان “القراءة للجميع” للمشاركين في المؤتمر، بالتعاون بين مكتبة الحسين بن طلال ومدرية ثقافة اربدـ تضمن عداا من الكتب في مختلف مجالات التاريخ العربي والاسلامي.