قم للمعلم / مصطفى الشبول

قم للمعلم

مصطفى الشبول

كالمعتاد وبعد تحضير قائمة الطلبات اليومية بالإضافة إلى الملحق المنسي والمرسل بواسطة رسائل الواتس تبدأ جولة السوق المسائية ، وعلى ما أذكر بأن القائمة المطلوبة وقتها كانت تحتوي على ..لبنة مبستر ، علبة ملطف جو ، كيلو ونص خيار ، شوية قنبز ( طعام للعصافير) لعصافير الفنقز …بالإضافة لزيارة صالون الحلاق مشان تخفيف اللحية وتحديدها ..

فكانت البداية بالحلاق فكان صاحب الصالون معلم مدرسة تخصص تربية ويعمل بالمساء بالصالون ، وبائع اللبنة يعمل في سوبر ماركت وهو معلم عربي أيضاً ، وكذا بائع الإكسسوارات وبائع الخيار وصاحب محل الطيور كلهم مدرسون ويعملون في المساء… فقد كانت صدفة بأن هذه المشتريات كان من يعمل في محلات بيعها هم معلمون ، وهذا المشهد الجميل والرائع عاد بي إلى أيام المدرسة والى أيام الصف الثالث ابتدائي حيث كان المعلم مربي الصف (رحمه الله) وقتها بيته يقع بجانب المدرسة وله دكان صغير ،و في وقت الفرصة كان يذهب إلى الدكان ويبيع الطلبة ، وكنت اخجل أن اذهب إلى دكانه، فقبل قليل كان يعلمنا كل شيء فأخجل من نفسي بعدها أن اشتري منه كيس شيبس أو حبة بسكوت ، وكنت أسال نفسي لماذا يبيع وهو معلم وله راتب شهري؟ فعلمت مع الأيام بأن له ثلاثة أبناء متفوقين يدرسون بالجامعة وعلى نفقته الخاصة…

من هنا نقول بأن هذا المعلم و هذه الأيادي الطاهرة التي تحمل الطبشور تستحق منا الكثير الكثير، كيف لا وقد كاد أن يكون رسولا ، كيف لا وقد أتعب جسده وفكره وكل جوارحه من أجل أن يرى طلابه في أعلى المراتب وأجمل المراكز ، كيف لا وقد تخرج على يده العلماء والأطباء والاساتذه والشرطي والقاضي …..الخ ولا نقتصر الحديث على المعلم الرجل ، فالمعلمة لها كل التقدير لنضالها وجهادها في بيتها وبين طلابها فمن يسكن بالقرب من مدرسة إناث يرى بأم عينه تلك المعاناة التي تعانيها الأم المعلمة وخاصة من كان لديها أطفال صغار …
فأعطوا المعلم حقه وأنصفوه لينصفكم، وقفوا بجانبه وأسندوه ليسندكم ، فبقلمه وطبشوره وبعلمه تُبنى الأساسات و تُرفع الأعمدة وتُشحن الهمم وترتقي الأمم.

مصطفى الشبول
2/10/2019