أنا لستُ رجلاً / كامل النصيرات

أنا لستُ رجلاً

كامل النصيرات

أعترف إنني جبان..بل أكثر من ذلك..أعترف بأن اللحظة التاريخية هذه أكبر مني..لم أتصور بأنني سأكون فاشلاً تماماً بالانسجام مع نفسي..! لم أحسب حساب هذه اللحظة..!
البلد تمرّ في مأزقٍ خطير..وأنا أفتح فمي دهشةً و ماءً..أفتحه لكي يُعطّل في فتحه حواسي الخمس التي يركب فوقها الجبنُ و الارتعاش..! أعترف إنني مرتبك حدّ الشلل..وفاشل حدّ الكساح..وكلّ بلاغتي التي كنتُ أتنطنط بها كلّ يوم على خلق الله قد اختبأت خلف طود عظيم من الجبن الذي لا يتزحزح..!
الكلّ يركض لاهثاً..والبلد خاشة في الحيط..! الكلّ مش عارف..والبلد مش عارفة أنها بلد ..! كلّنا فلاسفة..كلنا عباقرة ..كلنا وطنيون بلا نقصان..! فلماذا كلّنا لا يحترم كلّنا..؟ هذه الفقرة من المقالة يجب ألا أكتبها لأنها قد تفسّر ضد كذا مع كذا..أو فقرة مايعة ..أو مش مفهومة الحسب و النسب..!
يا سادة..البلد تضيع..البلد على خازوق..البلد في الحفرة..البلد تتزحلق..وأنا الجبان ؛ خائف من كلّ شيء..خائف من دفاتري وكتبي..وخائف من الكلبشات..وخائف من ظلّي..فأنا الخائف منّي لأنّي طامع في النجاة ..!
هذه اللحظة تريد رجالاً حقيقيين..وأنا لستُ رجلاً..بل بقايا شيء يتنفّس..يتنفس فقط؛ وبصعوبة..!