أبحث عنا…نحن القوّة الأولى..والأحزب الأكبر
أحمد حسن الزعبي
سامحوني لم أعد معنياً بكل هذه الحوارات والمهاترات ومهازل الاستخفاف بنا ، لقد تجاوزتُ شخصياً اضراب المعلمين، وقفزت الى ما هو أوسع وأوجع وأهم، وهو..كيف يدار الوطن؟ الأزمة الأخيرة – وأنا أشكر المعلّمين عليها –كشفت الوهن الذي وصلت اليه الادارة العامة، وسقطت آخر ورقة توت عن “الحكومات الهزيلة” والكرتونية التي نشبعها شتماً وسخرية وانتقاداً وضحكاً وهي مجرّد واجهة باهتة لا حول لها ولا قوة…
لم تعد تهمني علاوة المعلّمين، حتى الكلام عن كرامة المعلّم صار ضرباً من الترف في ظل ضياع كرامة الوطن كله…أعتقد أننا أهدرنا في السنوات الماضية مليارات الأطنان من الكلام ، والتحليل والتشخيص، دون أن نمضي خطوة واحدة نحو العلاج… فما زلنا أكثر نفاقاً..وجبناً…وهروباً من مواجهة الواقع..مع أننا نفتح الحديث على مصراعيه ونكسّر كل السقوف في الجلسات المحدودة وفي غرف النوم المؤصدة…ولكن لم نتقّدم خطوة عملية واحدة لحماية وطننا ،ومن لا يجرؤ على حماية وطنه لن يجرؤ غداً على حماية بيته من العصابة التي جاءت بمهمة وبمباركة من صندوق النقد الدولي ومن غيره .. التعليم والصحة تمضيان نحو الخصخصة ما لم يقف لهما الرجال، الوطن في أضعف وأصعب وأردى حالاته وما زلنا نكتب ونتكلم ونحلل ونعتقد… الكلام لا يشفي المرضى يا سادة…
الأحزاب أعلنت وفاتها بنفسها واستلمت شهادة الوفاة ملفوفة بشيك التنمية السياسية ،والتيارات هي تيارات لا تتفق على نوع “البيتي فور” الذي تحضره للضيافة فكيف لها أن تتفق وتتحّد مع بعضها لتأخذ موقفاً محترماً..ماذا ينقصنا نحن أبناء الوطن نحن السواد الأعظم؟ تحت الأغلبية الصادقة والموجوعة والمجروحة؟ هل ننتظر حتى يتفق هؤلاء او يستفيقوا بعد ان يغرقنا الطوفان القريب؟
لم يعد للاعتقاد مكان ،الآن يوجد يقين ويقين قاطع أننا نباع ونشرى ونحن أرخص البضاعة وأبخس الأثمان. وسؤالي للمواطنين وللنخب على حدا سواء للمثقفين والمفكرين وقادة الرأي والتربويين والأكاديميين والمهندسين والأطباء والمحاميين والمعلمين والوطنيين والأحرار والتجار أين أنتم؟؟أين وجودكم؟؟..هل تبخّر الأردني الوطني؟؟… ألم تشعبوا كلاماً طيلة الفترة الماضية ..ما الذي يمنعنا؟؟؟ الجبن؟؟ النفاق؟؟ الضعف؟؟…تعالوا نتقّدم خطوة، كما تفعل كل الأمم المتحضرة، نعبّر عن رفضنا لما يجري بجدية وحضارية وسلمية وصوت مرفوع هذه المرّة ،تعالوا نصبح جسماً مهماً ووازناً وعاقلاً وحرّا وفاعلاً على الواقع لا على الشاشات..بدل ان نبقى أصوات متفرقة، الخظوة العملية خير من ملايين النظريات..الوطن ليس ملكاً لأحد ولا حكراً لعصابة مكونة من ثلاثين شخصاً يتحكمون بمصيره وتعليمه وصحته واقتصاده..الوطن لنا من قبلهم ومن بعدهم!..فمن يسمع النداء…
أحمد حسن الزعبي