عندما تستعصي الغيمة
بقلم :صافي خصاونه
غيمة داكنة تغطي مساحة واسعة من سماء الوطن ‘ حركتها بطيئة لكنها تتمدد وتتحرك بكل الاتجاهات ‘ وأخشى ما أخشاه أن تعم سماءنا وتحجب ضياء شمسنا ونور قمرنا ‘ أخشى أن تحيل نهارنا ليلا وليلنا عتمة وخوفا .
كنت قبل اليوم استبشر بالغيم’ مطرا وغيثا يحي أرضنا ويروي زرعنا فيكون الحصاد والغلال والخير .
اما وقد لمسنا عناد هذه الغيمة الغشوم فأنني وَجِلٌ خائف أن يترك مطرها آثارا غير إيجابية وتصير عاصفة هوجاء وسيولا جارفة تدمر ما تمر به وتحيل المكان قاعا صفصفا . المعطيات التي أمامنا توحي بأن هناك من يتجاذب الغيمة لتراوح مكانها بل ولتزداد رقعتها .
ليس هناك بوادر اخلاص للخلاص منها وتجاوز آثارها . وكم أخشى أن ينطبق نص الآية الكريمة على تلك الغيمة التى أرى وذلك في قوله تعالى ( فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم قالوأ هذا عارض ممطرنا بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم ).
السؤال الذي لابد منه هو أين العقلاء والمصلحون أين الغيورون على مصالح الوطن ومستقبله ألم يعد في الوطن من يهمه أمر الوطن ومستقبل أبنائه .؟
هل طغت الأنانية على النفوس وما عاد الواحد يحفل أو يهتم إلا بذاته ومصالحه الخاصة؟
أنسيتم أن الفتن تنمو وتشتد إذا لم يتم تطويقها والتعامل معها بحكمة وعقلانية .
ما أحوجنا إلى إحقاق الحق وتطبيق مبدأ العدالة الاجتماعية وتغليب مصلحة الوطن .
الوطن ليس ميراثا لعدد محدود من أبنائه ‘ الوطن لنا جميعا’ اما اذا استأثر به أفراد وجماعات دون الاخرين فلنقرأ على الوطن السلام لأنه بذلك يكون قد دخل مرحلة النزاع والموت لا قدر الله