نواب يخطبون ود الحكومات
راتب عبابنه
من النواب وللأسف من يتزلف للحكومة ويتقرب منها طمعا بتلبية مطلب. والأسف الأكثر شدة أننا لم نراهم يدافعوا عن حقوق الوطن والمواطن عند رفع الضرائب وتوقيع اتفاقية الغاز وقد كانت الجزائر قد عرضته بسعر تفضيلي أقل من السعر الذي فرضه الإحتلال.
المجلس ليس دائما لكم والحكومة كذلك وأنتم لن تكونوا نوابا عابرين للمجلس. لقد فقدتم وقاركم، إذا كان لديكم بعضا منه أصلا عند قواعدكم، إذا كان لديكم قواعد. نراكم تتملقون للحكومة من خلال كلمة حق يراد بها باطل ومصلحة شخصية.
تقفون ضد المعلمين وأنتم بقرارة أنفسكم أن مطلبهم حق مشروع وأن إضرابهم هو الخيار الوحيد الذي تركته لهم الحكومة المتمنعة عن موافقتهم على حقهم.
أليس الأجدر بكم أن تقفوا مع قضايا الوطن والمواطن عندما فرضت الحكومة قوانين أشبه ما تكون بالقوانين العرفية التي كبلت المواطن وقيدت حريته وضيقت على سبل عيشه وقسمت المجتمع لقسمين أسياد وعبيد.
لا هدف لكم إلا تحقيق مصالحكم. أحدكم طالب بزيادة رواتب النواب في أوج اشتعال الوطن وفي قمة حراكه عندما نهض احتجاجا على سياسة الملقي. لقد سقطت ورقة التوت وبانت عوراتكم منذ اليوم الأول لتعيينكم.
أمور وأفعال وإجراءات وخطايا جد خطيرة يرتكبها المتنفذون وأنتم على دراية بها ولم تتصدوا لها وأنتم غارقون بتوسلكم وتملقكم لحكومات أذاقت الشعب مر العيش وسيدت نفسها الحاكم بأمر الله كما أنتم تنظرون إليها.
فعندما تلوموا المعلمين فأنتم بذلك تعملون ضد الوطن لأن المعلم واجهة الوطن ومشعل النور الذي يضيء عتمة جهلكم. لم نتفاجأ بموقفكم المتخاذل أيها “البعض” فقد خبرنا مواقفكم تجاه قضايا شكلت خطورة بالغة على الوطن ولم يرف لكم جفن، لكن عند المواقف والقضايا التي تخدم مصالحكم، نواكم تستأسدون وتتنمرون لإقراها.
بالمقابل نسجل تقديرنا وتثميننا لمواقف نواب آخرين نشاهدهم على الدوام بصف الوطن والمواطن يحرقون أنفسهم لتحقيق مطلب عام أو إفشال إجراء يضر بالمصلحة العامة.
حمى الله الأردن والغيارى على الأردن والله من وراء القصد.