إعادة أنتاج فراغ المعارضة السياسية في الاْردن !!!/ المهندس سليم البطاينة

إعادة أنتاج فراغ المعارضة السياسية في الاْردن !!!
المهندس سليم البطاينة
ان قاموس الفكر السياسي الاردني بحاجة إلى مراجعة تعريف معنى المعارضة السياسية ضمن النسق السياسي الاردني لخلق توازونات سياسية جديدة ، فما زالت هنالك منطقة رمادية بأتجاه الدولة أو عكس إتجاه الدولة !!! والمعارضة السياسية الخجولة في الاْردن لا تمتلك كيانات قوية ولا حضوراً في الشارع الاردني ، ولا قدرة على مخاطبة الجمهور ولا رؤية لترتيب الأولويات !!! فالساحة السياسية الاردنية تحتاج إلى فضاءات سياسية جديدة ينتُج عنها خطاب سياسي جديد ، وهذا مبعث التفكير لأستخراج نُخب جديدة ذات نظرة جديدة يُمكنُنها أن تضيف شيئاً
فالاردن بحاجة إلى معارضة سياسية منهجية تعمل على أساس فرز المناهج السياسية وتحدد مساحة المسؤولية وتكون خالية من الأمراض والعيوب ومن ميكروبات الشك !!! فلا تُكتمل صورة المشهد السياسي لأي نظام ما لم تكن هنالك معارضة فهي كملح الطعام الذي لا بد منه !!! فالنظام السياسي الاردني يصلُ اليوم منعطفاً تتلاحق فيه الاستحقاقات والأغلبية الصامته من الأردنيين يعيشون أشواق التغير والإصلاح !!! فاللأسف فما زال التصور الكلي بين الدولة ومن يعارضها هو التقاطع في كافة المسارات !!! لكن في الحقيقة هناك نقاط التقاء مباشرة وغير مباشرة لا يمكن تجاهلها ،،،،، فالتحديات والمخاطر التي تتعرض لها البلاد هي نقاط التقاء مباشرة !!!! والنقاط الغير مباشرة ما زال يُنظر لها من زاوية مختلفة وتحتاج إلى تفهم وإدراك عالي المستوى من مطبخ قرار الدولة ؟ فالمعارضة المؤطرة فردياً في اَي بلد هي مصدر قوة ونعمة للدولة وليست مصدر ضعف !!!! فوجود معارضة سياسية هو مظهر من مظاهر التعددية السياسية ورقيب على ممارسة السلطة لصلاحياتها الدستورية
فتعامل الدولة مع معارضة واضحة بالأطر والأساليب المعروفة هي أكثر ضمانة رئيسية لاستقرار النظام وتحجيم مخاطر الفوضى والأجندات المفاجئة !!!! فالدولة الواعية لأهمية المعارضة بأمكانها تبديل التهديدات السياسية إلى فرص نجاح ،،،،،،، فوجودها يعكسُ مدى التزام ووعي الدولة بأهمية الراي الاخر !!!! فكما يقال اذا أردت ان تقضي على المستقبل اجعل الحاضر يتحدث بلغة تختلف عن لغة الماضي
فهل رهان الدولة حالياً على أن تتطور المعارضة الحالية أو ان ديناميكيات الواقع لا تقبل الانتظار ؟ فبعتقادي أن الحاجة تكمن في استحداث أطر جديدة أكثر ملاءمة للعمل السياسي مما هو قديم وتقليدي !!! لأن معظم الأحزاب السياسية الاردنية حاضرة في كيانها وغائبة في روحها !! فهي تعاني من مأزق طرفه الاول الجمود الفكري والحركي ؟ فمعظم تلك الأحزاب لا بل جميعها ما زالت قانعة بدورها الذي حددته لها الدولة !!!!!! فهل يمكن أن نرى مستقبلاً معارضة وطنية صادقة من داخل النسيج السياسي الاردني تقدم مشروعاً حقيقياً للتغير والتنمية