محاولاتي للوصول .. /كامل النصيرات

محاولاتي للوصول ..
كامل النصيرات

أخذتُ أتدرّب بجدية مطلقة على الكوبليه: ترتح ترتح ..وضعك يصطح..شكلك ينطح ..البسْ ضيّقْ..! بس ما عجبتني..صوتي لم يعط للأغنية الإحساس الذي تستحقه..قلتُ لنفسي : جربْ يا ولد أغنية ثانية فيها عمق استراتيجي : حتى لو تلبس نظارة..أو حتى تركب طيارة..أو تفغم بندورة وخيارة..مش بحبك يا آخر واحد في الكون…! أحسستُ أن قصة الأغاني مش (لابقة ولا لايقة ) إلي..!
لبستُ بنطلوناً ساحلاً مليئاً بالشواطئ..ومشيتُ في الشارع (طنطاً) رافعاً رأسي..شامخاً بانجازات سنسالي وقميصي المفتوح وشعر صدري ..ولم أنسَ العلكة..كنتُ أتطعّج كبطل..أتغنّج كهيفاء وهي تعاتب (رجب)..! الغريب أن هذا التغيير الذي جربته لم يحدث تغييراً لدى الناس في تلهفهم لي..! وفشلت خطتي..
فجأة؛ رأيتُ ((الأرفل)) يركض نحوي لاهثاً بعرق يتصبب وهو يصرخ: فضحتنا الله يفضحك..وجرّني من يدي إلى أقرب مكان نتدارى به عن الناس..وأخذ يلطم: ولك مش هيك؟ أبعدته عني بعصبية وأنا أملأ أذنيه ضجيجاً بصوتي: أريد أن يعرفني الجميع..يتسابقون للتصوير معي..أريد للأبواب أن تفتح بوجهي..أريد أن يحفو ورائي الحيتان و الذين يتزعّمون المشاهد كلها..!
طبطب عليّ الأرفل ..وقال لي بصوت خفيض ومليء بالدفء: بس هيك؟ بسيطة..دبّر الفين ليرة مصاري..وبوجهك على أي مركز تجميل..انفخ صدر..انزع شعر..شقلب شفايف..وليزر هون وسيلكون هناك..وصير سوسو أو ميمي..أو حتى كوكو..وبعدها نقّي الشغلة اللي بدّك إياها: شاعرة حتى لو ما تكتب شعر..أو مطربة حتى لو صوتك زفت..أو كاتبة حتى لو تغلط بالاملاء..أو رقاصة حتى ما عندك خصر..وشوف بعدها كيف ستصبح الأول في شغلتك وتفتح لك الدنيا المغلقة على الابداع الحقيقي..!