لكل شيء نهاية / راتب عبابنه

لكل شيء نهاية
راتب عبابنه

بالمجتمعات المحلية بالقرى والحارات هناك قناعة عند الجميع تقريبا وعند وجود خصام بين شخصين أحدهما معروف بعدوانيته وإثارته للصدامات مع الآخرين يكون حكم المجتمع عليه بالإدانة حتى وإن لم تتضح تفاصيل الشجار.

الحكم هنا جاء بناءا على التراكمات والتجارب عند الناس التي عايشت تفاصيل الشجارات لهذا العدواني مع العديد من الأشخاص.

وأظن الحال ينطبق على الحكومات المتعاقبة، إذ تاريخها لم يسجل به إنجاز أو إجراء أو قرار أو قانون يخدم المواطن وينصفه. لذلك أجزم أن بعضا من مناصري المعلمين اتخذوا طريق عدم تأييد الحكومة وبذهنهم أن الحكومة هي المخطئة على الدوام. وهذا لا ينتقص من حق المعلمين وعدالة مطلبهم.

وهنا على الحكومة أن تتنبه لما يدفع الشعب للوقوف بصف المعلم ويدين موقف الحكومة. هي أيضا تراكمات عاشها الشعب ودفع ثمنها حتى انقسم المجتمع لطبقة مخملية محدودة وما تبقى طبقة معدمة مسلوبة الحقوق تخدم الطبقة المخملية.

وكون لكل شيء نهاية، ها هم المعلمون قد يضعوا نهاية للمهازل والضغوطات المتراكمة التي عانوا منها وعانى منها باقي الطبقة المعدمة. لكل ناتج سبب ولكل فعل ردة فعل والصبر وإن طال له حدود والغبن والإحتقان والإستقواء والتغول لا بد من نهاية لها كباقي الأشياء مصداقا لمقولة لكل شيء نهاية. ومن مصلحة الوطن وأمنه واستقراره وانسيابيته أن تتحلى الحكومة بالحكمة والرشد وتقدم حلا توافقيا مع المعلمين طالما يفضي التوافق لمصلحة الوطن بما فيها المعلم والطالب والأهالي.

أما إن طالت حالة الإضراب لا يستبعد انضمام جهات أخرى للإضراب ما يعني دخول الوطن بالفوضى والتوتر وانعكاساتهما علينا جميعا دون استثناء.

حمى الله الأردن والغيارى على الأردن والله من وراء القصد.