اعتصام نقابة المعلمين / كاظم الكفيري

اعتصام نقابة المعلمين

كاظم الكفيري

منذ أن أعلنت نقابة المعلمين عن اعتصام المعلمين في الدوار الرابع قابلت حكومة الرزاز هذه الدعوة بحالة من الانكار والتجاهل ولربما الاستخفاف، ما يزال العقل الحكومي ينتمي الى زمن اخر مختلف على ما يبدو، ولم يكن ليضير اعتصام المعلمين المعلن بالأمس سوء المشهد والمعالجة التأزيمية من طرف الحكومة التي ذهبت إلى خيار ” التغلّب ” والذي أخشى أن يتكرر ويتراكم كمؤشر لتراجع الحريات العامة في وطننا!

ما جرى بالأمس يتحمل دولة الرئيس وحكومته المسؤولية الكاملة عنه، وكنا نتمنى على الحكومة تشكيل فريق يحاور نقابة المعلمين على قاعدة لا غالب ولا مغلوب، لو كان لدى الحكومة أية نوايا باتجاه تحسين أحوال المعلمين لاختارت محاورتهم بدلاً من الانكار فالقمع. ومنعهم من الاجتجاج في الدوار الرابع مؤلم لانه حق لهم في التعبير في حين نرى اعتصامات امام الديوان الملكي والامر طبيعي لا احد يعمل على مواجهتهم وتفريقهم بالقوة

لقد ضاقت عمان على معلمي الوطن بما رحبت بالأمس، كان يمكن أن تكون كريمة ولينة مع من جاؤوها من كل فج بعيد على امتداد وطننا، ولقد أهملت الحكومات المتعاقبة أوضاع المعلمين وظروفهم، وعندما قرروا بمظلتهم القانونية أن يمارسوا حقاً دستورياً شاهدنا مشهداً مؤسفاً من المواجهة، التي يغلب عليها الطابع الأمني بدلاً أن يكون تربوياً محضاً.

كان يمكن للحوار أن يكون البديل، وكان يمكن أن يكون اجراءاً استباقياً من طرف الحكومة، لا يجوز أن تنتظر الحكومة المعلمين حتى يصلوا عمان وتبدأ معهم جولة من التفاهم بالعصا الغليظة، يخشى الجميع وأولنا المعلم أن تكون نهجاً اعتيادياً في التعاطي الحكومي مع مطالب الناس، ولربما أكلاف نتائج هذا، النهج ستدخلنا في حالة تعسّر الحلول والمخارج!
استقالة الرئيس ورحيل الحكومة ضرورة ملحة وتشكيل حكومة تكون تعبيرا حقيقيا عن الناس وتستجيب للتوجهات السامية وتنفيذ الارواق الملكية النقاشيه اولوية وطنية