لماذا تراجعنا وأضعنا البوصلة؟؟
راتب عبابنه
لو أخذنا التحديات التي واجهها الشعب الأردني خلال العقدين الماضيين لوجدنا تزامنا بينها وبين اللجوء والتجنيس والإستقطاب لأشخاص كان لهم تأثيرهم بمسيرة الوطن التي تعثرت وتعرقلت بفعل هذه الأسباب.
لم يكن صعبا على المتابع والمهتم بالشأن المحلي والوطني أن يرصد التراجع التدريجي والمتزايد والمتسارع بالنواحي الإقتصادية والإجتماعية خلال العقدين الماضيين. فالملاحظ أن كل سنة أسوأ من سابقتها.
فعلى الصعيد الإقتصادي، نموه لا يكاد يذكر. الديون تزداد بمعدل مليار دولار بالسنة. البنك الدولي وصندوق النقد الدولي أصبحا الملجأ الوحيد أمام الدولة سواء بسبب ظروف قاهرة أو منهجية مقصود منها إثقال الوطن بالأعباء وإغراقه بالديون لأسباب تكمن بالمنهجية غير المعلنة.
والمديونية العالية جدا على بلد كالأردن تعد كارثة يصعب عمل شيء أمامها. ولو ربطنا بينها وبين ما يخطط للمنطقة والإقليم من خلال ما يسمى بصفقة القرن سنجد المخرجات تقول أن الوضع القائم بالأردن تم التخطيط له جيدا سواء من الخارج أو من الداخل أو الإثنين معا.
وهذا يقود المخططين لتحقيق أهداف خططهم من خلال التجويع والتركيع والإستسلام، حسب اعتقادهم، والقبول بأي طرح أو حل يقدم من أجل الخروج من الضائقة التي يعيشها الأردنيون. فاللجوء جاء ليضيف عبئا يزيد الحال سوءا لإنجاح ما يحاك من خطط. أضف إلى ذلك إطلاق يد الفساد والتستر على كبار الفاسدين الشيء الذي أفرغ الوطن من مقدراته فتراجعت الإيرادات وتدنى مستوى الخدمات. ولا ننسى التصاعد الضريبي الذي أهلك الحركة الشرائية ودفع بآلاف المحلات للغلق. الأسعار المرتفعة للسلع الأساسية (باستثناء السحالي والأفاعي) والمحروقات الأعلى بالعالم ربما والجباية من خلال فاتورة الكهرباء والكاميرات المبذورة على الطرق ورسوم الترخيص للمركبات حيث اللعب بمسميات عناوين تحصيل الرسوم.
لو أخذنا التخطيط نراه شبه معدوم. نسمع المسؤولين ينظرون ويفسرون ويتحدثوا عن الإنجازات والمعجزات التي يدعوا أنهم حققوها، لوجدنا أنهم مجرد استعراضيين بدون فعل. يستحمرون الشعب ويستغفلونه منصبين أنفسهم أوصياء وقادة وعند مواجهتهم بالحقيقة المرة التي تثبت بطلان ادعائهم، فأنت جلاد للذات وناكر للفضل ومناكف وبالنهاية هم فقط من يمتلك الحقيقة.
بهذا، نجد أنفسنا أمام نهج قائم على الخراب ومن يحاول الإصلاح والتصحيح فهو يغرد خارج السرب المسيطر على مفاتيح أبواب التغيير.
أما من الناحية الإجتماعية، الديموغرافيا تضاعفت وتلونت بعد أن كانت ألوانها محدودة ومتقاربة، إذ كانت من نفس اللون بدرجات مختلفة. لكن بعد اللجوء غير المحسوب العواقب تعددت الألوان. فقد دخلت عادات وتصرفات وسلوكيات لم يألفها المجتمع الأردني ولا يقبل بها. وكانت الضربة القاضية منح اللاجئين تصاريح عمل غير مقيدة بطبيعة العمل. نشكو من شح المياه وأقاموا مخيم الزعتري على حوض مياه ضخم حسب ما أفاد الخبراء.
واللاجؤون يشاركونا بالمياه رغم شحها وفرص العمل رغم قلتها وبالعلاج غير المتوفر بالمستشفيات وتضطر لشرائه على حسابك. واللاجئ يقبل بنصف الراتب الذي يقبل به ابن الوطن وصاحب العمل أصبح يفضل اللاجئ على ابن الوطن لقبوله بالراتب المتدني.
لو جمعنا الأسباب السابقة للتراجع، سنجد أننا نحارب بقوتنا وحقوقنا من الداخل والخارج لكي يسهل الإستسلام، لكن تموت الحرة ولا تأكل بثدييها.
حمى الله الأردن والغيارى على الأردن والله من وراء القصد