مسجد حبراص المملوكي يئن بين صفحات النسيان والمجهول

كنانه نيوز -بكر محمد عبيدات

دعا مهتمون بالشأن الديني والتراثي والبيئي في لواء بني كنانه بضرورة العمل على إعادة تأهيل وبناء مسجد حِبراص المملوكي القديم , والذي بات يغط بين صفحات النسيان والمجهول ويعاني من عقوق ابناء بلدته من ناحية , وعقوق وهجران المسؤولين .

وأكدوا أن لهذا المسجد المملوكي القديم والذي يتوسط منطقة حِبراص التي تعتبر بوابة لبلدات لواء بني كنانه الغربية الشمالية قيمة دينية وأثرية قديمة وكبيرة في ذات الوقت , ولذا كان على الجهات المعنية ضرورة العمل على اعادة تأهيله وترميمه  كي يعود لسابق عهده أسوة ببعض المساجد القديمة في اللواء مثل مسجد خرجا وسحم الكفارات .

وبالعودة الى بيان قيمة المسجد التاريخية والدينية والحضارية كان لا بد من بيان بعضأ من تفاصيله التي إختفى بعضها نتيجة لتقلبات الزمن وبعضا من سلوكيات الاشخاص الباحثين عن الذهب والمعادن الثمينة بين جدرانه دونما أدنى إعتبار لقيمته التاريخية و الدينية  .

ولمسجد حبراص المملوكي قيمة معمارية متميزة، فكل حجر فيه كان جزءا من بناء روماني أو بيزنطي قديم. وعلى الرغم من ذلك، يحتفظ المسجد بطابع معماري أموي متميز حيث رصفت أرضيته بالحجارة على الطريقة الأموية ذاتها المستخدمة في تبليط أرضية مسجد جرش الأموي.

يقوم سقف المسجد على أعمدة بيزنطية مزينة بتيجان مزخرفة. وبيت الصلاة مستطيل الشكل ولجدار القبلة فيه ثلاثة محاريب بقي منها اثنان. وقد نحت أحد هذه المحاريب في الصخر.

أما المئذنة فكتب في تأريخها دكتور علم التاريخ الأستاذ محمد حتاملة :
” أما مذئنة المسجد فهي مربعة الشكل ومتصلة بالجزء الشرقي من الجدار الشمالي للمسجد، ويبلغ طول ضلعها أربعة أمتار وأربعين سنتيمترا، المئذنة أو صومعة المسجد بنيت في عهد المماليك وقد أمر ببنائها السلطان منصور قلاوون.. 686 هجري/ 1278 ميلادي.

وقد أنيطت مهمة الإشراف إلى أحد مماليك السلطان وهو لؤلؤ المنصور الحسامي ويستدل على ذلك من نقش موجود على لوحة تأسيسية مؤلفة من حجرين يبلغ طولها 133 سم وعرضها 46 سم، وينص النقش على ما يلي: بسم الله الرحمن الرحيم إنما يعمر مساجد الله من كان يؤمن بالله واليوم الآخر أمر بعمارة هذه المئذنة المقر الأشرف الحسامي طرنطاي المنصوري (نائب) السلطنة بتولي العبد الفقير إلى الله لؤلؤ المنصور الحسامي في ظهر صفر سنة ست وثمانين وستمائة”

والجدير بالذكر بأن بعثات أثرية أجنبية عديدة قامت باجراء مسوحات ودراسات على هذا المسجد وبالتعاون والتنسيق فيما بين الجهات الرسمية منها والاهلية المعنية , وانها – البعثات الاجنبية – خرجت بمجموعة من التوصيات والتي لا زالت حبيسة أدراج المسؤولين ولم ترَ النور , لأسباب لا نعلمها .