عندما نعرف أن السراب سرابا / راتب عبابنه

عندما نعرف أن السراب سرابا
راتب عبابنه

سياسة فتح الذراعين للاجئين والترحيب الزائد وتمكينهم من منافسة أبناء الوطن بذريعة إغاثة الملهوف وطالبي الأمان من نير الظلم والتعسف هي سياسة أضرت بأبناء الوطن ورفعت البطالة وأدخلت عادات وسلوكيات يرفضها المجتمع الذي تميز بثقافته وأعرافه وقد أصابتها فيروسات التلوث والأمراض التي لم نعتدها.

واللوم لا يقع على هؤلاء، بل على متخذي القرارات المتسرعة والتي لو درست جيدا وأخذت بالإعتبار انعكاسات اللجوء على بلد يشكو من قلة الإمكانيات وشح المياه والموارد لما وصل الحال بنا لما نحن به.

نحن لا نتنكر للأعراف الدولية ولا نطلب اتحرد من الإعتبارات الإنسانية بظروف قاهرة بقدر ما كن نتوقع أن تكون العملية منظمة وتخضع لتعليمات وإجراءات تراعي ظروف المواطن الأردني وإمكانيات الدولة التي تحاول إقناعنا على الدوام بقلة الموارد.

بضعة آلاف عادوا كما نقرأ بالأخبار ومازال مئات الألوف باقون غالبيتهم لا ترغب بالعودة لأسباب عيش توفرت لهم لا يجدوا مثلها بوطنهم. تسهيلات العمل والتصاريح وتدني الأجور أسباب جعلت أرباب العمل يفضلوهم على أبناء الوطن.

فسياسات كهذه أضرت بالوطن كثيرا وجعلت الشباب عالة على أسرهم وعلى الوطن. مثلنا الأردني يقول:”مائة عين تبكي ولا عيني تدمع” أي أن الأولوية يجب أن تكون واضحة للعيان لأبناء الوطن بعيدا عن التذرع بالشهامة والنخوة. وهذه الذريعة تصبح إيجابية عند توفر المقدرة وإذا لم تتوفر المقدرة، يكون الأمر انتحارا وتفريطا بالحقوق.

ظروف مستقبلية قادمة نراها تلوح بالأفق تقترب منا ببشاعة أكثر مما واجهناه بالماضي. فهل نحن مستعدون لمواجهتها ودرء أخطارها؟؟ هل ستبقى النخوة والشهامة الأردنيتين القاعدة التي تستند عليها السلطة لتخديرنا وتمرير ما يخدم غيرنا من الدول والقوى التي لا تريد الخير للأردن؟؟

يبدو لنا الأمر أشبه ما يكون بتقرير المصير والذي نراه بيد أدوات تنفيذية رغم ما نسمعه من مواقف أسعدتنا ورفعت من معنوياتنا. فهل الشعب الظمإن سيبقى صامتا يصفق بمجرد أن يرى سرابا يحسبه ماءا؟؟!! حمى الله الأردن والغيارى على الأردن والله من وراء القصد.