الهباهبه  : كفرسوم المدينة الخالدة منها الشهداء والابطال الذين ضحوا بحياتهم  للوطن و فلسطين .. مصور

كنانة نيوز – محمد محسن عبيدات

رعى الوزير السابق طه الهباهبه فعاليات ملتقى مسارات الادباء ودروب الشهداء من ديوان العبيدات الشرقي  في منطقة كفرسوم التابعة لبلدية الكفارات في لواء بني كنانة  تخليدا واستذكارا لسيرة اول شهيد  اردني على ثرى التراب العربي الفلسطيني  الشيخ كايد المفلح عبيدات , وبتنظيم من الجامعة الهاشمية وجامعة ال البيت وجمعية ادلاء السياح الاردنية  وبالتعاون مع تجمع شباب كفرسوم واتحاد الكتاب والادباء الاردنيين واتحاد المؤرخين في تراث القبائل ومبادرة دروب الوئام وعدد من مؤسسات المجتمع المدني  .

وقال الهباهبة في كلمة له :  نحن جئنا الى هذه المدينة الخالدة , مدينة الشهداء والابطال  , مدينة الرجل الاول الذي ضحى بحياته من اجل الوطن  ومن اجل فلسطين  , وكانه ضحى  بكل رجالات الاردن  الذين دوما يتوقون للشهادة  . واضاف انا اليوم بينكم وكأنني اقف في قرية ابو مخطوط في الشوبك  , هذه القرية التي تضم رفات  الشهيد  محمد ضيف الله  الهباهبة  بطل السموع , فالبطولة  ليست جديدة علينا  نحن ابناء  الاردن , نحن خلقنا  مشاريع شهادة ونحن على استعداد  دائما وابدا ان نضحي من اجل الوطن والاهل والامة  ,  وجيشنا العربي دائما مشرع السيف ومشروع السلاح  واسع الصدر  لتحمل المصاعب والتحديات التي تعترض مسيرة  هذا البلد او اي وطن عربي .

وقال رئيس اللجنة التنظيمية السيد مشهور عبيدات في كلمة له : ان دماء الشهيد  كايد المفلح عبيدات امتزجت  ودماء رفاقه الابطال اخيه فندي وابن اخيه  سلطان  وابن عمه قفطان  وبلال الحجات  والشرفاء من ابناء  هذا الوطن في معركة تل الثعالب  في سمخ  دفاعا عن  ارض فلسطين  العربية  مع دماء خالد بن الوليد وصحبه ابطال  اليرموك لتتوشح  هذه الارض بوسام الشرف والبطولة  , وان هذه المبادرة الكريمة  التي تعبر عن تعطشنا  جميعا لتاريخ  البطولات والنصر  وتاريخ الرجال الذين قدموا ارواحهم  الطاهرة  رخيصة  في سبيل  الوطن  بعد ان اصابنا  الوهن  والضعف  وبعد  ان تسلطت علينا  قوى الشر والعدوان . واضاف ان كفرسوم في 20 نيسان 2020  والذي يصادف الذكرى المئوية الاولى  لاستشهاد  كايد المفلح عبيدات ستكون على موعد مع مهرجان كبير  على مستوى  الوطن العربي في مسقط راس الشهيد الذي حمل راية الشرف  والجهاد  , والاستشهاد دفاعا عن شرف وكرامة  الامة .

واكد المتحدثون في كلماتهم ان ملتقى مسارات الانبياء ودروب الشهداء  هو صورة من اجمل صور الحب والوفاء للشهداء والانتماء والولاء للوطن والعروبة وتقديرا لأرواحهم واستذكارا لنبل مآثرهم على درب البطولة والشهادة , وان هذا الملتقى هو رسالة مهمة مفادها ان الاردنيين يقدمون أبناءهم دفاعا عن ثرى الوطن  وفلسطين والامة العربية والاسلامية  , و ذكرى استشهاد الشيخ البطل كايد مفلح عبيدات  والذي يصادف في العشرين من نيسان من كل عام والذي كان شعاره  : عندما يكون الموت حق فاشرف انواع الموت ان يكون على تراب فلسطين شعارنا الى الابد وسنعلمه للجيل الذي سياتي من بعدنا .

حفيد الشهيد قال انا سعيد جدا  بوجود هذا الجمع الكبير والمهيب  من الاصدقاء والمعارف من مختلف مناطق الاردن الحبيب   في مبادرة  وطنية طيبة ونبيلة  تدل على نبل اخلاقهم  ومنبتهم وهم يعبرون عن حبهم وعظيم امتنانهم للشهداء من ابناء الوطن الغالي الذين قدموا الغالي والرخيص للحفاظ على كرامة الوطن والامة , ونحن كلنا فخر واعتزاز بهم  والتاريخ مشترك لنا ولهم  وسيبقى هذه البلد صامدا بصمود ابناءه المخلصين في ظل حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه .

واشتملت فعاليات  الملتقى الذي اداره الزميل عبدالحق عبيدات  والكاتب والشاعر عدنان عصفور على السلام الملكي وآيات من الذكر الحكيم  وكلمة اللجنة التنظيمية  القاها مشهور عبيدات وكلمة راعي الملتقى الوزير السابق طه الهباهبه  وعرض فلم قصير  عن  سيرة الشهيد كايد مفلح عبيدات من اعداد الدكتور هاني عبيدات وبصوت الزميل عبدالحق عبيدات  وكلمة الدكتور احمد الخلايلة , وكلمة للدكتور عبدالعزيز محمود  وكلمة  للدكتور مهدي فكري العلمي وكلمة للباشا مناور الشخاترة  وكلمة رئيس اللجنة التنظيمية  الدكتور محمد وهيب  وقصيدة شعرية للشاعر والكاتب عدنان عصفور .

وفي نهاية فعاليات الملتقى تم تكريم عدد من احفاد الشهيد كايد المفلح عبيدات والمنظمين من منطقة كفرسوم  وبدورهم قاموا بتكريم الضيوف القائمين على ملتقى مسارات الانبياء ودروب الشهداء , وعلى هامش الملتقى تم زيارة ضريح الشهيد كايد مفلح عبيدات .

وعن السيرة الذاتية للشهيد البطل كايد العبيدات الذي ولد في قرية كفرسوم عام 1868 وتربى في كنف والده الشيخ مفلح وإخوته الكبار منذ السنوات الاولى , بدت علامات النضوج التربوي وسرعة البديهة لذلك بشر والده أنه سيكون ذا شأن,  وفعلاً عندما كان في العاشرة من عمره حفظ القرآن الكريم بالإضافة إلى أنه كان يتمتع بخط جميل أثار إعجاب كل من كان يشرف على دراسته أو من كان يطلع على سيرته اليومية . تلقى تعليمه في الكتاتيب ودراسة القرآن الكريم ، والحساب والدراسات الأولية للقراءة والكتابة. أصبح كبيرا لقومه في شبابه، وتحول مع الوقت لأحد الزعامات البارزة في شمال الأردن وفلسطين والجولان، وورث عبيدات مشيخة عشيرته عن والده في سن مبكرة ,  نظرا لتوجهاته السياسية وبذات الوقت الاهتمام بمنع إقامة كيان للحركة الصهيونية في فلسطين المحتلة. وبرز العبيدات  بشكل خاص خلال الاجتماع الشهير الذي ضم شخصيات أردنية وعربية والذي انعقد في عجلون عام 1917 رفضا لوعد بلفور واتفاقية سايكس بيكو، حيث وقع عليه الاختيار من بين الشخصيات الحاضرة لحشد الجهود من كافة الشخصيات العربية لمواجهة مخططات اليهود . بدأ الشيخ قيادة القوات العربية التي بدأت بالتشكل لمقاومة تهويد فلسطين عام 1920، وقاد بنفسه الهجوم الأول باتجاه الأراضي المحتلة انطلاقا من منطقة تل الثعالب ، حيث استشهد بعد قتال عنيف ضد القوات البريطانية التي كانت تتفوق عليهم بالعدد والعدة. رحل الشيخ بعد أن حفر اسمه بمداد الدم كواحد من أوائل الأردنيين الذين تحركوا لمقاومة المحتل في وعي إسلامي وعربي تيقظ مبكرا للمقاومة المسلحة كوسيلة لردع المحتل وإرجاع الحقوق لأهلها، وبعد أن بذل وسعه في سبيل ذلك. بعد نحو قرن من الزمان على رحيله لا يزال اسم العبيدات  يذكر في كتب التاريخ كشخصية وطنية أدت واجبها في تنشئة أجيال على حب المعرفة والعلم وزرع نفس مقاومة الظلم الداخلي “سياسات حزب الاتحاد والترقي” والظلم الخارجي الذي يمثله الاستعمار البريطاني والمشروع الصهيوني الذي تمثل واقعا عمليا ونجح في التحول لدولة بعد 28 عاما على رحيل العبيدات . وصف المؤرخ سليمان الموسى شخصية العبيدات  بقوله “الشيخ كايد كان شخصية مهيبة نافذة وزعيما مرموقا في ناحية لواء بني كنانة وعلى اتصال وثيق برجال الحركة الوطنية . السيرة الذاتية منقول موقع سواليف.