أردني في المسبح / عبدالهادي راجي المجالي

أردني في المسبح
عبدالهادي راجي المجالي

الأردنيون في مثل هذه الأجواء يقبلون على السباحة , وأنا أستطيع أن أميز الأردني في المسبح عن دون الجنسيات كلها ..فقد كنت في البحر الميت قبل أيام وشاهدتهم .

الأردني حين يريد السباحة , لابد أن يأخذ جولة حول المسبح …وأنت تعرفه فورا لأنه يقوم بحركات منها :- (التطبيل ع البطن) …أحيانا تحتاج السباحة لحركات إحماء معينة حتى لا تتعرض العضلات للشد , ولكن في مسبح (الموفينبيك) بالبحر الميت حركات الإحماء لدى الأردني مرتبطة (بالتطبيل على البطن) .

تعرفه أيضا من (الشورت) الذي يرتديه , فهو متعدد الإستعمالات :- احيانا يستعمل للنوم وفي بعض المرات من الممكن استعماله في (نكش) حديقة المنزل , وحين ترتفع حرارة السيارة , وحين تحتاج للماء لا بد من فتح (الروديتر) باستعمال الشورت حتى لا تتضرر اليد ..وبالتالي تعلق اثار (الصدأ) على اطرافه .

أيضا لابد من حركات إحماء خاصة بنا وحدنا , وتختلف عن حركات الإحماء التي يمارسها الإنجليزي أو الفرنسي أو الياباني , وهي وبعد الإنتهاء من (التطبيل على البطن) يقوم بأخذ جولة ( حكحكة ) فهو غالبا ما يحك بطنه , وأحيانا الأكتاف وقد يصل للركب ..(والحكحكة) هي بمثابة إحماء متقدم .

الوحيد الذي يحمل (موبايله) على البركة ويتحدث به هو الأردني , فلابد من مكالمة سريعة مع (أبو العبد) ..يتخللها اشعال سيجارة …ثم وابل من التحيات , وبعد ذلك يقفل الخط ..

بعد ذلك لابد من دخول البركة , والوحش إذا سبر أغوار الماء لابد من ترتيبات خاصة مثلا :هو الوحيد الذي يطلق كلمة (أح) ..للإشارة إلى برودة الماء والجميع يسمع (الأح) حين تنطلق من فمه..ثم يختار المكان الأقل انخفاضا في البركة , ويقف مطولا ..ويبدأ بوضع الماء على اكتافه وبطنه لدرجة تشعر أنه يستحم ولا يمارس السباحة وفي الحقيقة هو قرر أن يستحم ..ولا بد من علبة (شامبو) …

بعد ذلك يتكىء على طرف البركة , والموبايل على الطرف أيضا …وفي لحظة انشغاله بمراقبة (الغزلان الشاردة) يسقط الموبايل في الماء , وهنا يستنجد بالمنقذ …لأنه لايعرف التقاطه ,هو أصلا لايعرف السباحة يعرف (التطبيل على البطن ) فقط ..بعد ذلك يغادر البركة , وكأنه خرج من مقبرة …فقد ضاعت الأرقام كلها ..ضاع رقم ليلى وعواطف , وفتحيه …وأم العبد .

كم أنت كبير أيها الأردني .