تذكـــــــــروا آخرتكــــــم / علي الشريف

تذكـــــــــروا آخرتكــــــم

تعيش البلاد في هذه الاثناء أجواء حارة على كافة الأصعدة فهي على صعيد الأحوال الجوية تعيش ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة بات يدفع الناس للتندر بالحر والحرارة وإطلاق النكات للتخفيف.
ربما من يطلق النكات إنسان لم يعرف النوم من شدة الحر ربما يكون ساكنا في مناطق الاغوار تلك المناطق الأشد فقرا وعوزا وحرارة وهي أي النكات لا يمكن أن يطلقها من يجلس مسترخيا تحت التكييف مثلا مثل سكان الدوار الرابع لأنه بكل بساطة يكون بين الصحو والغفو .
ربما الفقراء لم يعد يعنيهم إن عاشوا أو ماتوا فالامر سيان عندهم فكلهم موتى لكن الفرق أنهم يمشون ويتعبون ويضحكون ويعملون يخرجون من طلوع الشمس يسترقون السمع إلى لهيبها ويشاطرونها التحدي فيكتوون بلهيبها لكنها لا تهزم رجولتهم ولا صبرهم ولم تهزم فقرهم بينما غيرهم إن مر من تحت النافذه أصيب بضربة شمس من فرط نعومته.
هل سمع أهل الدوار الرابع وما جاوره عن أمة في بلاد العرب أوطاني تخرج تحت الشمس لا تجد في كثير من الأحيان شربة الماء تخنق الشمس بصبرها تموت ألف مرة ولكنها لا تقع .
هل سمعوا بأطفال يلعبون حفاة ما بين الأفاعي والعقارب بنساء تنتظر الخبز الذي يأتيها مساء لتجتمع على مائدة من بقايا طعام الأمس لم يعرفوا يوما معنى الكورن فليكس ولا ما شابه طبعا لم يسمعوا فهم رغم برودة الأجواء عندهم إلا أنهم يتذمرون من ابتسامات الناس وقت النار.
موجه أخرى من الحر تعيشها البلاد وهي دخول موسم الانتخابات وارتفاع حرارة الشعارات والفزعة حتى الاختناق المؤذي أكثر من الشمس اللاهبة وحتى القرف من الكلام الذي لا ينفع الاوطان بشيء.
انتخابات وزحمة مرشحين وزحمة أكثر في الشعارات ووعود يدرك من يطلقها أنه لن يحققها وثمة أمي يترشح لانتخابات البلدية وآخر يترشح لانتخابات المركزية وهو لا يعلم معناها لكنهم يستقوون على الوطن بحشد الأصوات وبشعارات كاذبة مزيفة.
فرق كبير بين عامل وطن يخرج الصبح يميط الأذى عن الطرقات والقلوب وبين مرشح يزرع الأذى في القلوب بين عامل كل همه أن يعود لأطفاله برغيف الخبز وقوت اليوم وشخص يفكر كيف يصبح رئيسا لبلدية أو عضو ا ليركب سيارة ويسكن شقة ويمنح نفسه لقب عطوفة أو صاحب السعادة أو يشعر نفسه أنه مسؤول عن ذاك العامل.
فرق كبير ونحن نرى أمة جهالها يتسابقون على المناصب وعمالها ومثقفوها يتسابقون على أرغفة الخبز ورشفه ماء تروي الظمأ وفرق كبير ونحن نرى سكان الاغوار تلفحهم الشمس وتلدغهم الأفاعي والعقارب ويلوذون بقرفهم يبتسمون وبين من يسكن مسرتخيا لا يعلم إن كان في بلاد العرب أوطاني منطقة اسمها الاغوار …. درجات الحرارة ترتفع ودرجات النفاق ترتفع ودرجات الصبر ترتفع كلنا نشكو لكن هل تذكر الموغلون في فقرنا شي واحد. وهل تذكر سراق الاحلام الموغولون في الشعارات وأحلام الرياسة هل تذكرتم ..وأنتم ترتخون تحت المكيفات ؟! ومرشحون يزفون النفاق شعارات شعارات هل تذكرتم آخرتكم ؟! ماذا عن جهنم بعد دنياكم ؟! قسما بالله ما إجت بخاطركم ولا بالكم. !!!!