فن الاستفزاز
احمد حسن الزعبي
ما زلنا نحاول أن نبقى في المدار الأخير من الحكمة والاتزان وامتصاص “الهذيان” الرسمي الذي يطل علينا من خلاله كل صباح مسؤول “شكل” ،ما زلنا نأخذ نفساً عميقاً قبل الرد على بعض الاستفزازات المدروسة كي نحافظ على السوية المعقولة من الحوار والتفنيد، قبل أن ننجرّ مضطرين إلى الإسفاف والردح، لكن لا أدري – وأتحدّث عن نفسي- عن صلاحية المدار وكم يبلغ سُمك هذا الطور الأخير من الصبر قبل أن يتآكل وأخرج من ثوبي وخلقي..
وزيرة الطاقة العتيدة تصرّح عبر “تويتر” أثناء الرد على احد المغردّين، ان من ينتج الطاقة الشمسية عليه أن يدفع بدل تخزينها..هل تريدون استفزازاً أكبر من هذا الاستفزاز؟..
يحاول المسؤولون بكل الوسائل والطرق أن يثبتوا أن سياسة الحكومات هي “ابتزاز”، و”نصب واحتيال” مقونن، وتنمّر على المواطن المجبر على القبول بما يصدرونه من قرارات..
عندما اتجّهت الناس للطاقة الشمسية جاء هذا بعد ارتفاع أسعار الكهرباء وتذمّر الحكومة الدائم من ارتفاع الفاتورة النفطية في إنتاج الطاقة التقليدية ، فقال المواطن سأريحكم من مصروفي واستهلاكي وسأنتج “كهربتي” من الشمس ،والفائض سيذهب لكم في مساهمة مني بالإنتاج، الآن تحاول الحكومة والشركة الوطنية بمعاقبة من ينتج الطاقة النظيفة ويوفّر من استخدام الكهرباء التقليدية وبالتالي التوفير على خزينة الدولة من خلال فرض رسوم جديدة (باطلة) لا يمكن أن أصفها وأنا بقمّة تهذيبي الاً أنها “سرقة” و”استغلال رخيص” للمشترك ، باختصار لأنه لا يوجد شيء اسمه تخزين على الشبكة ، ما ينتجه “س” يذهب فوراً عبر الشبكة الى المستهلك “ص” الحكومة تشتري من “س” الكيلو بفلسات قليلة وتبيعه للمشترك “ص” بشريحة قد تصل الى 12 قرشاً وتربح حصة الاسد بين البائع والمشتري ، فلا هناك تخزين ولا هناك ما يحزنون وانما سمسرة عبر الاسلاك فقط وربح مجاني لجيب شركات الكهرباء (التي يملكها حيتان ومسؤولون سابقون) لم تتعب في إنتاجه ولم تتعب في بيعه،فلماذا ينوون الآن فرض مبالغ إضافية وهم “المنشار” التي تأكل في الذهاب والإياب ..
الذي جعلني ألطم على خدي وعلى جبيني وعلى صدري وعلى أي مساحة أخرى فارغة أن وزيرة الطاقة التي تعتلي هرم الطاقة في الأردن تفتي في شيء لا تعرفه، فالطاقة لا يتم تخزينها كما تدّعي.. “بعظمة لسانها” قالت قبل شهور أننا سنبيع الكهرباء الى السعودية في النهار ونستوردها في الليل لأننا لا نستطيع تخزينها ، لو كان لدينا تخزين لمَ حركة “خذني جيتك” الخاصة بالطاقة؟.
أقسم بالله صادقاً جازماً أنكم تعملون ضد الوطن ومصلحة الوطن ، ولا أدري كيف يتم اختياركم ولماذا يتم اختياركم ومتى يتم اختياركم ؟ وما هي مؤهلاتكم وخبراتكم حتى تجلسوا على كراسي المسؤولية و تفتوا بما لا تفقهون؟!..
الخلاف بيننا وبينكم..اننا نصرّ ان نحافظ على شكل الدولة وبنية الدولة وبقاء الدولة..وانتم تصرّون أن تجعلوها عصابات مصالح!.
احمد حسن الزعبي
[email protected]