تغريبتي / كامل النصيرات

تغريبتي

كامل النصيرات

اللاجئ – يا أرفل – ليس المطرود من أرض إلى أرض ..وليس الخائف من موت المكان والهارب إلى حياة المكان الجديد ..اللاجئ هو الهاربُ من فوضى الحقيقة إلى فوضى الخيال ..الممسك حذاء روحه بيديه كي لا تبلله أمطار العمومة و الخؤولة ولا يتوحّل بهم ..اللاجئ هو القبرُ المتنقّل من صلاة الجنازة إلى صلاة المسافر و صلاة الغائب ..!
لذا؛ يا أرفل ..لملمتُني في خيمتي ..وسأفردها على امتداد هزائمي ..ولا أطويها إلاّ على انتصار لم يأتِ بعد ..انتصار فيه للموت هيبة وللقبر ربيع لا يندثر ؛ لأنّ الحريّة هي الزاد وهي المراد ..زادٌ لا تشبع منه ومرادٌ لا يقف عند حدّ..!
أنا – يا أرفل – اللاجئ منّي إليّ..أعرفُني و أفهمُني ..وأطردُني و أستقبلُني.. و أبهدلُني و أخفّفُ عنّي ..أبعثرُني وألملمُني ..أخاف منّي لكني أنام في حضني ..واحكي لي قصصي المرعبة ولا أنام إلا على انتقام ..!
أنا – يا أرفل – اللاجئ ؛ في يدي قبضة من تراب يهرّبونه كل يومٍ للاعداء ..وفي عقلي مليون مؤامرةٍ لم تعترف بإنسانيتي ..ولكّ في قلبي خيمتي التي سأنصبها كي لا أستريح ومنها تبدأ (تغريبتي ) أيها الأرفل..!!