“السيكولوجية الترامبية” / احمد حسن الزعبي

“السيكولوجية الترامبية”

احمد حسن الزعبي

الحوذي يختار الخيول المطيعة لتجر عربته ويستبعد تلك العنيدة او الرافضة ، المطايا المدجّنة تقدّم تنازلاً مجانياً وتدوس على سلوكها الفروسي مجرّد أن يرفع صاحبها السوط عالياً، تراها تهرول أمامه وتجرّ الحمل مهما كان ثقيلاً، تسلك الوعر ،وتخوض بالماء وتعرض نفسها للهلاك في المناطق شديدة الخطورة والانحدار..فقط كي لا تتلقى السوط الخلفي..
**
أحد من الزعماء العرب لم يفهم “ترمب” بعد ولم يدرك كيف يتعامل مع “السيكولوجية الترمبية” ، ما زالوا يخشونه كما يخشى التلميذ مربي الصف، أو كما يخاف صاحب البقالة البائس فارض الأتوات سيء المزاج ، هو بالمناسبة لم يتوقع هذه الطاعة المطلقة ،ولم يتوقّع ان دولاً وسيادات يحكمها شيوخ قبائل ، تقوم بالتنفيذ حتى لو كان الطلب بالون اختبار لا أكثر ..وعليه استمرأ رجل “الكاوبوي” هذا السلوك، ولو لم يعجبه طعم التنمر هذا ما أعاد قصة المال مقابل الحماية ،والمكالمة الهاتفية التي جلبت له 460 مليار دولار، فهو يستمرىء هذه الطاعة المطلقة، ويستخفّ بكل هذه الأوطان الممدة كالجثث على خريطة الشرق الأوسط ويطلب المزيد..والرعب العربي يعطيه المزيد وأكثر مما يتوقع لا حماية للاوطان ولكن استئجاراً لكراسي الحكم ، الى أن تنفذ جزائن النفط والكرامة.
عندما أصرت تركيا على موقفها من شراء صواريخ أس400 الروسية يرغم التهديد الأمريكي ، ولم يتراجع أردوغان ولم يخف بل قالها نحن ماضون بالصفقة وبقي التسليم فقط، بالأمس وفي قمة العشرين غير ترمب موقفه تماماً من تركياً ، أشاد بها،وقال انه يتفّهم شراء صفقة الأسلحة وذابت لغة التهديد أماما خصم عنيد له كرامة وتسنده دولة وسيادة وامة حيّة..
نفس الشيء حدث مع زعيم كوريا الشمالية ، لم يترك ترمب خطاباً واحداً الا وهدد فيه كوريا الشمالية، وعندما لم تأبه الأخيرة ولا زعيمها بالتنمر الأمريكي، بل ردّوا على التهديد بتهديد مماثل وقال مستر “كيم” سندمر واشنطن في دقائق، عاد وغير ترمب لغته تماماً وعندما التقاه قبل شهور قال ترمب ..لقد أحببت هذا الرجل من قلبي!.ايران لم تحاول أن ترضيه ،او حتى ان تبعث رسائل حسن نية ، حتى والسفن الأمريكية في الخليح، بقيت ثابتة على خطابها وموقفها وعلى برنامجها النووي..فتراجع ترمب عن الضربة وأبدى على استعداد للحوار مع طهران في الوقت المناسب..القوة يجب ان تقابلها قوة..ومجنون من يقصّ أظافره كلها قبل المنازلة..
بلاد الرعب أوطاني

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com