الشيخ بني عامر يحصل على شهادة البكالوريوس بعمر الستين

كنانه نيوز – في حارة قديمة عشت ، وفي بيت صغير تربيت ، كنت اتوق اليهما في صباحي ومسائي ووقت سفري ، واكتب على جدران بيت اهلي هدفي واحلامي بالحياة ، حتى كنت اُسمع صوتي ، ولم تمنعني تصاريف الحياة من الايمان بقدري ، الى ان جاء اليوم الذي حققت فيه حلمي وهدفي الذي عاش ببالي طيلة ستين عام .

ولم يثنيه كبر العمر المديد من ان يكون خريج الفصل الدراسي الثاني بجامعة اليرموك ،وحصوله على درجة البكالويوس بالدراسات الاسلامية بتقدير امتياز ، فعلى مقاعد الدراسة الجامعية ومنابر المساجد تمكن الخطيب المفوه الشيخ على الراشد بني عامر من تحقيق حلمه ، وهو بعمر الستين بعد ان اتم “تعب المشوار” بتسليح ابنائه بالشهادات الجامعية
الاولى .

ففي عام 1977م من القرن الماضي ، اكمل الشيخ بني عامر دراسة التوجيهي في مدرسةديرابي سعيد الثانوية ، حاضنة طلبة التوجيهي من كل بلدات لواء الكورة ، باعتبارها الوحيدة انذاك ، حيث حصل على معدل عالي ، لكن ظروف الحياة في تلك الحقبة الزمنية ،لم تمنحه فرصة الالتحاق باحدى الجامعتين الاردنيتين “الاردنية واليرموك” ، ولم يسعفه واقع والده من السفر خارج البلاد للدراسة ، ما اضطره الالتحاق بكلية حوارة للمعلمين التي كانت تمنح درجة الدبلوم المتوسط .

وما ان تخرج الشيخ بني عامر من كلية حوارة التي كانت في تلك الايام المخزون لوزارة التربية والتعليم في اقليم الشمال ، حتى باشر عمله مدرسا في احدى مدارس لواء المفرق انذاك ، امضى فيها مدة زمنية وهو يعلم مادة التربية الاسلامية .

وبسبب حبه الكبير للخطابة والامامة بالمساجد ، اتاحت له فرصة اجراء امتحان في دائرة الافتاء العسكري من الفوز وتحصيل مقعد للالتحاق بالكلية ، والتي تخرج منها اماما متنقلا بين عدد من الوحدات العسكرية على مدار 27 عاما الى ان احيل الى التقاعد برتبة مقدم في العام 2005م من القرن الحالي .

ويقول الشيخ بني عامر المولود في بلدة كفرالماء بالعام 1959م ، خلال تلك الايام والاعوام وتصاريف الحياة ، بقي حلمي ينمو ويكبر يوما بعد آخر للحصول على درجة البكالوريوس ،وكان يسير جنبا الى جنب مع هدفي العظيم الكبير بانشاء اسرة متآلفة وصالحة عنوانها العلم والايمان والمحبة ، وتحقق ذلك بفضل ومنه من االله ، عندها احسست ان حلمي فقد صبره وابى الا ان يخرج من عقلي ليبحر في دنيا الواقع ، والتحقت بجامعة اليرموك التي تخرجت منها اليوم وسط فرحة نفسي واسرتي وكل من يعرفني .
ويؤكد الشيخ بني عامر ، ان العلم ليس له حدود على الارض او بالعقل او بالعمر ، فطلب العلم مقدس والبحث عنه والحصول عليه عنوان ديننا الاسلامي الشريف ، حتى ان اول اية نزلت على الحبيب المصطفى محمد “صلى االله عليه وسلم ” { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} ،لذا ادعو كل من يحب العلم ان يبدأ ولا ينتظر حتى لو بلغ من العمر عتيا ، وان تحقيق حُلمك بالشهادات العالية وانتاج اسرة متعلمة مؤمنة خير عند االله من متاع الدنيا .

ويصف الشيخ بني عامر دراسته طيلة الاربع اعوام على مقاعد الدراسة بالجامعة بالرائعة والممتعة والشيقة ، وكم كان يشعر بالفخر والاعتزاز وهو يشارك زملائه العلم واساتذته الفكر والحوار ، وهذا ما كان يعمق حبه لاكمال دراساته العليا ، وان كان في العمر بقية سوف اواصل دراستي التي ساورتني منذ نعومة اظافري .

ووجه ، شكره المشفوع بالمحبة والمودة لرفيقة دربه وابنائه وجامعته ، والى كل من زامله وتعرف عليه وعايشه بهذه المسيرة الجميلة من طلبة واساتذة واصدقاء ، حيث اشعروه ان العلم تاج على رأس كل مسلم ، وانه من الطلبة المميزين الذين يشار اليهم بالبنان ما كان يعزز بنفسه اكمال مشواره التعليمي .
الراي