منتدون في اربد لاحياء الذاكرة الوطنية والحفاظ على هويتها الثقافية بذكرى “عرار” .. مصور

كنانة نيوز – محمد محسن عبيدات

اكد منتدون ان احياء الذاكرة الوطنية  والحفاظ على هويتها  هو واجب ديني و اخلاقي على كل المثقفين واصحاب الفكر النير في هذا البلد الاشم  بالإضافة الى الدور الكبير الذي يقع على عاتق المؤسسات المعنية بالشأن الثقافي الرسمية وغير الرسمية , حيث ان  الندوات الثقافية التي يتم عقدها باستمرار لتسليط الضوء على قادة الفكر النير وعمالقة الثقافة الاردنية والعربية  , الذين سطروا انجازات كبيرة ساهمت في الحفاظ على الهوية الثقافية الاردنية والعربية  تعتبر من اهم  الطرق والوسائل في وقتنا الحالي  لتنشيط الحركة الثقافية  لتبقى راسخة في الوجدان لدى الناشئة من ابناء الوطن بهدف خلق جيل مثقف ومبدع ومحب ومنتم لوطنه وهويته العربية.

جاء ذلك خلال الندوة الثقافية ” عرار”  والتي جاءت بذكرى ميلاد شاعر الاردن الكبير ” عرار ” والتي رعاها أمين عام وزارة الثقافة هزاع البراري في بيت عرار الثقافي  بمدينة اربد وبحضور مدير ثقافة اربد الدكتور سلطان الزغول  وعدد كبير من الشخصيات الثقافية والاكاديمية والمجتمع المحلي .

وبين المتحدثون بان  اجتماعهم في كل  عام في بيت عرار  المتوشح  بعبق التاريخ واشراقة  الحاضر الذي يلتم فيه  كوكبة من نجوم الادب والشعر والفكر النير  من مختلف مناطق محافظة اربد ما هو الا دليل واضح على الدور النهضوي والتنويري الكبير الذي يقومون فيه لنشر  وتعميق الوعي  الثقافي في اردننا الحبيب .

 واضاف المتحدثون ان اقامة مثل هذه الندوات الثقافية   ما هي الا تكريس للأهمية الكبيرة  للفعل الثقافي  , وايمان بالدور الذي تلعبه في حياة الامم  والتعريف بالقامات الادبية الاردنية التي تركت بصمات واضحة في  المشهد الثقافي منذ سنوات طويلة .وثمن المتحدثون كذلك الدور الكبير لمديرية ثقافة محافظة اربد على حرصها المستمر على دعم الحركة الثقافية في محافظة اربد بكافة الامكانيات المتاحة .

واستعرض المتحدثون  خلال الندوة مسيرة الشاعر الاردني الكبير عرار  واهم انجازته  حيث ارتبط اسم الشاعر الكبير ارتباطا وثيقا بتاريخ الاردن  , و “عرار” مصطفى وهبي التل ولد في 25/5/1899 في مدينة إربد، وتلقى تعليمه الابتدائي فيها. سافر إلى دمشق سنة 1912، وواصل تعليمه في مكتب عنبر، وهناك شارك زملاءه في الحركات المناهضة للأتراك، فنُفي على إثر ذلك إلى بيروت، لكنه ما لبث أن رجع إلى دمشق . عاد سنة 1916 إلى إربد لقضاء العطلة الصيفية، لكنه لم يتمكن من مواصلة دراسته في دمشق بسبب خلافات حادة نشبت بينه وبين والده الذي قرر إبقاءه للعمل في مدرسة خاصة كان قد افتتحها آنذاك في إربد وسمّاها “المدرسة الصالحية العثمانية”. استمرت خلافاته مع والده، فغادرَ إربد يوم 20/6/1917 رفقةَ صديقه محمّد صبحي أبو غنيمة، قاصدَين إسطنبول، لكنهما لم يبلغاها، واستقر المقام به في “عربكير” حيث كان عمُّه علي نيازي قائمَ مقام فيها، وهناك عُيّن وكيلَ معلمٍ لمحلة “اسكيشهر” يوم 3/10/1918، واستقال من هذه الوظيفة يوم 9/3/1919، ثم عاد إلى إربد في صيف سنة 1919، ونجح في إقناع والده بضرورة استكماله الدراسة في “عنبر”، فسافر إلى دمشق في مطلع السنة الدراسية 1919/1920، وشارك في الحركات الطلابية التي شهدتها المدينة حينئذ، وكان مع بعض أصدقائه على رأسها، فقررت السلطات نفيه إلى حلب، وسمحت له بإكمال دراسته فيها. سافر إلى حلب في شهر شباط سنة 1920، ثم غادرها في شهر حزيران سنة 1920 بعد أن أنهى الثانوية في المدرسة السلطانية. وفي أثناء دراسته، تعلّم اللغة التركية، وهي اللغة الرسمية وقتذاك، كما عَرفَ الفارسية. وفي أواخر العشرينيات درس القانونَ معتمداً على نفسه، وتقدّم للفحص الذي كانت تُجريه وزارة العدلية آنذاك فاجتازه، وحصل على إجازة المحاماة في 3/2/1930.عمل في الفترة 22/4/1922-1931 مدرّساً في مدرسة الكرك، وفي مناطق متفرقة من شرقي الأردن، ثم حاكماً إدارياً لثلاثٍ من نواحي شرق الأردن (وادي السير، والزرقاء، والشوبك)، ثم مدرّساً في إربد (1931-1942). وتخلل ذلك عمله في سلك القضاء ابتداء من 1/1/1933، فتسلم مجموعة من الوظائف منها: مأمور إجراءات، ورئيس كتاب محكمة الاستئناف، ومساعد النائب العام . كما تسلّم وظيفة المفتش الأول في وزارة المعارف، وعُين رئيساً للتشريفات في الديوان الأميريّ، فمتصرفاً للواء البلقاء (السلط)، وعُزل من منصبه قبل مرور أربعة أشهر على تعيينه فيه، واقتيد إلى سجن المحطة في عمّان حيث قضى نحو سبعين يوماً.بعد خروجه من السجن في نهاية سنة 1942 مارس مصطفى مهنة المحاماة في عمّان، حيث افتتح مكتباً خاصاً به. كانت له صلات واسعة مع كثير من الشعراء المعاصرين له أمثال: إبراهيم ناجي، وأحمد الصافي النجفي، وإبراهيم طوقان، وعبد الكريم الكرمي (أبو سلمى)، والشيخ فؤاد الخطيب؛ كما كانت صلته وثيقة ببلاط الملك عبد الله (الأول) ابن الحسين، حيث كانت تجتمع نخبة من الشعراء والأدباء، وتدور بينهم مساجلات ومعارضات شعرية. مُنح وسام النهضة من الدرجة الثالثة من الديوان الملكي. توفِّي يوم 24/5/1949 في عمّان، ودُفن في إربد بناء على وصيته. وقد تبرع أبناؤه وبناته يوم 18/7/1988 ببيت العائلة شرق تل إربد ليصبح وقفاً لضريحه، ونُقل رفاته يوم 31/3/1989 من مقبرة في شمال إربد إلى هذا البيت الذي أصبح مركزاً ثقافياً ومتحفاً باسم “بيت عرار الثقافي” تديره وزارة الثقافة. أعماله: الأدبية: “عشيات وادي اليابس”، شعر (تحقيق ودراسة: محمود المطلق)، شركة الطباعة الحديثة، عمّان، 1954.”عشيات وادي اليابس”، شعر (تحقيق: محمود السمرة)، المؤسسة الصحفية الأردنية (الرأي)، عمّان، 1973.”عشيّات وادي اليابس”، شعر (تحقيق: زياد الزعبي)، دائرة الثقافة والفنون، عمّان، 1982. ط2، المؤسسة العربيّة للدراسات والنشر، بيروت، 1998. ط3، وزارة الثقافة، عمّان، 2007.”رباعيات عمر الخيام-من ترجمة مصطفى وهبي التل”، شعر (تحقيق واستخراج الأصول ودراسة: يوسف بكار)، دار الجيل ومكتبة الرائد العلمية، بيروت-عمّان، 1990. ط2، أمانة عمّان الكبرى ودار الرائد، عمّان، 1999. ط3، وزارة الثقافة، عمّان، 2008.”مصطفى وهبي التل: على هامش العشيات (1)”، كتابات عرار النثرية (إعداد: زياد الزّعبي)، المؤسسة العربيّة للدّراسات والنشر، بيروت، 1999. ط2، 2011.”عرار شاعر الأردن وعاشقه”، مختارات (إعداد: عبد الله رضوان)، أمانة عمّان الكبرى، عمّان، 1999.”عرار والخيّام، ترجمة الرباعيات ونصوص أخرى.. كتابات عرار النثرية”، نثر (إعداد: زياد الزّعبي)، المؤسسة العربيّة للدّراسات والنّشر، بيروت، 2003.”مصطفى وهبي التل.. مختارات”، شعر (اختيار: ناهض حتر)، البنك الأهلي الأردني، عمّان، 2003.في موضوعات أخرى:”بالرفاه والبنين” (بالاشتراك مع خليل نصر)، مطبعة الأردن، عمّان، 1934.”الأئمة من قريش”، (د.ن)، عمّان، 1938.”أوراق عرار السياسية – وثائق مصطفى وهبي التل”، مقالات ووثائق (جمعها: محمّد كعْوَش)، (د.ن)، عمّان، 1980.