يوميات سالم 21 / أكرم الزعبي

يوميات سالم
الحلقة 21
أكرم الزعبي

(يمّا متى بدّك تعزم خواتك؟؟) تقول أم سالم، فيقول سالم في نفسه (ايووووا، الحجّة مش ناوية تجيبها البر)، ثم يقول لها (نفسي ومنى عيني اعزمهن والله يمّا، بس انتِ عارفة الحال)، فتقول أمه (يمّا اعزمهن انت واخوك عادل مع بعض)، (العزومة بدها حوالي ميتين ثَلَث مية ليرة يمّا) يقول سالم، فتمد الحجّة يدها إلى صدرها وتُخرِج مائة دينار تعطيها لسالم وتقول (هاي مساهمة منّي بالعزومة وتوكّلوا على الله يمّا).

يأخذ سالم المائة دينار من أمّه ويمضي إلى بيت عادل لعمل ترتيبات العزومة :

– يخوي الدنيا رمضان ولازم نعزم خواتنا وجيزانهن، وانا بعرف إنه العزومة على واحد ثقيلة، ومشان هيك بدّي اتشارك انا واياك بالعزومة (يقول سالم)

– مثل ما بدّك يخوي، أنا والله كنت مفكّر أتداين منك مشان العزومة، بس ما دام هيك خلص على بركة الله (يقول عادل).

(بدّك تتداين منّي؟؟) يقول سالم في نفسه ويضيف (حتى انت حاط عينك على هالقرشين اللي معي؟؟).

– والله يخوي المصاري اللي معي بنيت فيهن عمارة مثل ما بتعرف وما ظل معي سيولة ابدا، ولّا كان ما خلّيتك تدفع قرش (يقول سالم).

– بسيطة يخوي، وين بدّك نعمل العزومة؟؟

– نعملها هون ببيتك بالساحة الخارجية، وانت اعزم خواتك وجيزانهن واولادهن.

– مثل ما بدّك يخوي، طيب شو نعمل فطور؟؟

– اشتري جاهز، مرتي الصيام مأثر عليها وما فيها حيل تطبخ وتجلي.

-ماشي يخوي ماشي، بكرا ان شالله بشوف ابو محمد الطباخ وبوصيّه على صدرين أوزي وصدرين فريكة وصدر زرب، وبحجز الحلو والعصائر.

– ممتاز جداً

– انا الآن ما معي غير خمسين دينار باقي الراتب، ما انت بتعرف راتب الموظف يا دوب يكفيه لنص الشهر، و العزومة بتكلّف ميتين ليرة تقريباً، إذا معك يخوي تعطيني ميّة والحساب ع التالي.

(دايماً قاطع إيده وشاحد عليها) يقول سالم في نفسه، ثم يقول لشقيقه (والله يخوي مانا شايل معي مصاري الآن، جيبهم دين وبكرا بالعزومة بعد الفطور بنتحاسب).

– على بركة الله.

في اليوم التالي يقوم عادل بدعوة شقيقاته وعائلاتهم على الإفطار، ويتفق مع ابو محمد الطباخ على أصناف الطعام ويناوله ثلاثين ديناراً دفعة، على أن يعطيه الباقي بعد محاسبة أخيه، ويشتري بالباقي عصائر وحلويات.

يلتقي الجميع في بيت عادل وبعد الإفطار تقول أم سالم لعادل (والله الأكل كثير زاكي يمّا، من وين جبتوه؟؟)، (من عند أبو محمد الطباخ يمّا) يقول عادل.

يحمرّ وجه سالم ويقول في نفسه (إذا امّي بتظل قاعدة هسّه بتفضحني، لازم تتصرف يا سالم).

يلتفت سالم إلى أمه ويقول (يمّا لحقي صلاة المغرب، قرّب يأذن العشا)، (آه والله يمّا الله يجزيك الخير) تقول أمه، ثمّ تستند إلى عكّازها وتمشي على مَهل إلى غرفة داخلية في بيت عادل.

يستغل سالم دخولها إلى البيت ويقول لشقيقه بصوتٍ عالٍ وعلى سمع الجميع :

– قدّيش كلّفت العزومة يا عادل؟؟

يُصاب عادل بالإحراج الشديد، ويقول مرتبكاً :

– والله ما بعرف يخوي، لسّه ما حسبتها.

– احسبها يا زلمة مشان احاسبك.

يزداد إحراج عادل ويقول :

– مش مستاهلة يخوي، خلص خلّيها عَلي هالمرّة.

(من قوّة إن شالله يخوي، الله يقَدْرَك ع اللي أكبر منها يا رب) يقول سالم، ويضيف في نفسه (و بِحكيلك معوش مصاري!! ،هيّاته شال العزومة كلها لحاله، الحمدلله اللي ما اعطيته مية ليرة أمي، فعلاً الناس مخبّية بقشورها).

#بعدين_مع_سالم