هل سنواجه حرباً عما قریب؟ / ماهر أبو طير

هل سنواجه حرباً عما قریب؟

ماهر أبو طير

توقیتان خطیران سیعبران المنطقة، خلال شھري أیار وحزیران، بما یجعلنا أمام صیف لاھب، وصعب، لا یمكن التقلیل من خطورتھ في كل الأحوال.
التوقیت الأول، سنراه عما قریب، بعد الثاني من أیار، حیث تنتھي الاستثناءات الأمیركیة بخصوص العقوبات الأمیركیة على إیران وھذا یعني ان طھران ستدخل مرحلة خطیرة جدا نحو الانھیار الاقتصادي، وفقا لمخططات واشنطن، وإذا كان القادة
الإیرانیون یھددون لیل نھار، فإن علینا ان نسأل عما سیفعلون، خصوصا ان آفاق اجراء صفقة مع واشنطن تبدو مستحیلة، حتى الآن على الأقل؟
على الأغلب نحن أمام ثلاثة سیناریوھات، ھنا، الأول سعي إیران بكل قوة الى تھدید استقرار بلد عربي محسوب على المحور الأمیركي، وھناك ثلاث دول عربیة مرشحة على القائمة الإیرانیة، بما یجعل ھذا البلد او ذاك ضحیة لرد الفعل الإیراني، عبر تحریك مجموعات سكانیة فیھ، أو جره إلى مخطط مدروس، بحیث تدب الفوضى فیھ، وبما یؤثر على أمن الإقلیم، ویجعل الولایات المتحدة والمنطقة، أمام خلط للأوراق، وتھدید للمصالح الأمیركیة، وصولا إلى المصالح الإسرائیلیة أیضا، وعلى الأغلب سیتم تنفیذ ھذا المخطط عبر أدوات محلیة في إحدى تلك الدول، أو عبر مجموعات، وسمات كل دولة من ھذه الدول المرشحة، حالیا، ھي كونھا مستقرة وآمنة، ومھمة جدا للحسابات الأمیركیة في المنطقة، وعلى صعید أمن الإقلیم، وبحیث لا تحتمل الولایات المتحدة، ولا حلفاؤھا، فتح جبھة جدیدة في بلد جدید.
السیناریو الثاني ھنا، یرتبط بالامتداد الإیراني في العراق وسوریة ولبنان، وحتى داخل فلسطین، وما یمكن ان تولده إیران من اخطار ضد الولایات المتحدة وضد إسرائیل، وھذا یعني ان العالم العربي، أیضا، سیكون جزءا من الرد الإیراني، وإذا كانت ھذه الساحات بطبیعتھا ھشة، ومؤھلة لردود الفعل، فالمؤكد ان فتح بوابة رد الفعل عبر ھذه الجبھات، او إحداھا، سیؤدي أیضا الى رد فعل أمیركي، وربما أمیركي إسرائیلي، بما یعني ان ھذه المنطقة، لن تسلم من الصراع الإیراني الأمیركي، وستكون محطة لتصفیة الحسابات الإقلیمیة والدولیة، ویلاحظ ھنا، ان لإیران أیضا، في ھذه الدول أدوات محلیة، محسوبة علیھا، لدیھا الاستعداد، ولاعتبارات كثیرة، ان ترد عبر أنماط كثیرة متدرجة، تجعل الأمن الإقلیمي مھددا، وبما یولد أیضا، مساحة من ردود الفعل، التي لا تحتملھا المنطقة أساسا.
السیناریو الثالث، وھو سبق ان تم الحدیث عنھ مرارا، ویرتبط بما یمكن ان یفعلھ الإیرانیون على صعید الملاحة في مضیق ھرمز في الخلیج العربي، أو باب المندب، قریبا من الیمن، وھذا سیناریو أیضا، خطیر جدا، ویصل تأثیره الى العالم، ولا یقف عند حدود المنطقة، برغم ان تأثیره الأساس، سیظھر في العالم العربي، أیضا، ویمس مصالح الولایات المتحدة، التي بالضرورة وضعت كل الخطط للرد على ھذا السیناریو، أو أي سیناریو سابق، مع الإشارة ھنا، إلى أن واشنطن تتجنب سیناریو الحرب إدراكا منھا أنھ مكلف وواسع المدى، ولا تحتملھ كل المنطقة، ولا احد یدرك سقفھ أساسا، واذا ما كانت أي حرب ستنتھي خلال
أیام أساسا.
من المستبعد ھنا، ان تبحث طھران عن صفقة مع الأمیركیین، لان الإیرانیین یدركون ان اشتراطات أي صفقة تعني اخلاء المنطقة من النفوذ الإیراني، وتبدد الحلم الإیراني بالنفوذ، وتقاسم الجغرافیا، السكان، الثروات، والماء، والوصول الى البحر الأبیض المتوسط، والبحر الأحمر، إضافة الى الخلیج العربي، وھذا یعني ان كلفة الحرب، ربما اقل عند الإیرانیین، من كلفة الصفقة، أو حتى تجرع العقوبات والموت ببطء.
في المقابل من المستحیل أیضا، ان تتجرع إیران العقوبات بصورتھا ما بعد الثاني من أیار بصمت، خصوصا ان العقوبات تأتي بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، وھذا یعني ان الإیرانیین أمام محاولة نحرھم سیاسیا وإقلیمیا، لن یقفوا متفرجین، فلدیھم أوراق كثیرة یمكن اللعب بھا عبر أحد السیناریوھات الثلاثة، او عبر مزج بعضھا ببعض، وللمفارقة فأن المنطقة التي تجد نفسھا مع اطلالة شھر رمضان، أمام أزمة قد تنفجر بشكل غیر مسبوق على شكل حرب، او أزمات، تجد نفسھا في بحر الأسابیع ذاتھا مع توقیت أكثر خطورة، یرتبط بحل أمیركي مشوه للقضیة الفلسطینیة، وھو حل یخدم إسرائیل، على حساب المنطقة، بما یجعلنا،
حقا، امام ثمانیة أسابیع صعبة جدا، ومفتوحة على كل المفاجآت