الحركة الإسلامية والعود الميمون / راتب عبابنه
الحركة الإسلامية والعود الميمون
راتب عبابنه
حظيت الحركة الإسلامية بلقاء جلالة الملك من خلال كتلة الإصلاح النيابية. وهو لقاء لا شك قد رطب الأجواء بعد أن كاد الجفاف يستفحل بين القصر والحركة وأعطى للحركة مباركة ملكية تعيد الإقرار بدور الحركة وإخراجها من عزلتها القسرية بعد الإنقسامات والإنشقاقات.
لا نأتي بجديد عند القول أن الحركة ومنذ تأسيسها كانت تتمتع بحرية حركة لا بأس بها، إذ كان ينظر لها واقي صدمة بوجه الأحزاب الشيوعي والبعثي وحركة القوميين العرب وكان هذا الثالوث التقدمي قد أخذ بالإنتشار بالدول العربية ومنها الأردن باعتبار الدين عنصرا غير ذي أولوية.
كما أن الجميع يعلم أن الحركة كانت بصف النظام وداعما له مما أعطاها هامشا للتحرك دون غيرها.
واللقاء بمثابة تقارب تم إخراجه بمنتهى الذكاء والبراعة، إذ لو فكرت الحركة كمعارضة بالتحرك فلن تلقى تأييدا جماهيريا بظل التأييد الشعبي لمواقف جلالة الملك فيما يتعلق بصفقة القرن والقضية والقدس وغيرها من المتعلقات. هذا رغم تناغم الموقف الرسمي مع موقف الحركة. وهنا مربط الفرس حيث تم الإستفادة من هذا التناغم أو يمكننا القول التماهي بالمنهجية، إذ لم تعد أسباب التنافر موجودة، فمن الحكمة والدهاء العودة للإلتقاء والتصافي والعمل على الهدف الواحد فتزداد الجبهة الرافضة لكل ما يحاك قوة ومنعة تقوي الموقف الرسمي للأردن وهي حركة لها امتدادها وتغلغلها الذي لا نستطيع تجاهلهما ولها حجمها وهي جزء من النسيج الأردني. ومن الواضح أن الحكمة القائلة “إصنع أصدقاءا ولا تصنع أعداءا” قد لعبت دورا بفمر صانع القرار.
لو تركت بمنأى عن التوجه العام والرسمي دون إبراز دورها لفهم ذلك أن انقساما يحدث في الرأي العام الأردني مما يضعف مرافعة الأردن وبالتحديد جلالة الملك الذي أينما حل هو الوحيد المترافع والمدافع عن الحق العربي والفلسطيني.
لذلك عندما يستند الموقف الرسمي على تأييد شعبي متراص البنيان خال من المعارضة والإنقسام، يعطيه ذلك حصانة أمام القوى المتغطرسة من أن تصطاد بالماء العكر.
نأمل أن نلمس تغييرا بالمواقف يجعل من مصلحة الوطن الأولوية الأولى. لقاء جاء بعد جفاء ربما نتج عن ضغوط من “أشقاء” وأصدقاء فرضتها ظروف رمت بظلالها على الإقليم. وعليه الحركة مدعوة للتفاعل والإستجابة لنداءات معطيات المرحلة رغم يقيننا أن الحركة قد تم إبعادها عن المشهد، لكن نهجها مع القضايا الرئيسة لم يتغير. كما أن الجهات الرسمية مدعوة لتعزيز التشاركية وفتح الذراعين لأبعد ما يكون طالما أن الهدف المشترك هو رفعة الوطن والحفاظ عليه.
حمى الله الأردن والغيارى على الأردن والله من وراء القصد.