تشكيل وزارة دفاع في الأردن حقيقة أم إشاعة ؟/ موسى العدوان

تشكيل وزارة دفاع في الأردن حقيقة أم إشاعة ؟
موسى العدوان

نشرت صحيفة رأي اليوم الإلكترونية يم الاثنين 15 / 4 / 2019، خبرا تضمن الإشارة إلى مصادر دبلوماسية أمريكية، وإلى مصادر على صلة بالسفارة الأمريكية في عمان، عن وضع إطار هيكلي لبناء وتأسيس وزارة متخصصة للدفاع في الأردن في غضون الأسابيع القليلة المقبلة، وأن وزارة الدفاع الأمريكية خصصت قدرا من الدعم المالي لهذا الغرض.

وإن كان هذا الخبر صحيحا فإن التساؤلات التالية تطرح نفسها بقوة :

1. ما هي الحاجة لوزارة دفاع في الأردن وبهذا الوقت بالذات، وفي غضون الأسابيع القليلة المقبلة، في الوقت الذي يبتعد به شبح الحرب مع العدو الإسرائيلي، بل يكثر به التطبيع وإقامة العلاقات الحميمة معه من قبل عدد كبير من الدول العربية ؟

2. لقد تعددت الحروب الإقليمية والعالمية في القرن الماضي، مما دفع الدول لإنشاء وزارة دفاع حملت اسم وزارة الحربية ( Ministry Of War ) نظرا لتخصصها بالأمور العسكرية ورسم استراتيجياتها المحددة. ثم تغير اسمها ليصبح وزارة الدفاع
( Ministry Of Defence ) تقوم بنفس مهام سابقتها.

3. والأردن منذ إنشائه كدولة ومشاركته في الحروب الماضية، درج على أن يحتفظ رئيس الوزراء بمنصب وزير الدفاع دون إنشاء وزارة دفاع منفصلة، إلا في مناسبات محددة تطلبتها طبيعة ذلك الظرف القائم، وبقي رئيس هيئة الأركان يمارس فعليا عمل وزير الدفاع. فلماذا نظيف اليوم عبئا جديدا على موازنة الدولة، بوزير ووزارة جديدة بأطقمها المتعددة، وبما يترتب عليها من عبء مالي وإداري، في الوقت الذي يجب علينا أن نخفض عدد الوزارات والدوائر الكثيرة، ترشيدا للاستهلاك وتوفيرا على خزينة الدولة ؟

4. إن التوجه العام في هذه الظروف من قبل مختلف دول المنطقة، هو التركيز على القوات الأمنية بمختلف تخصصاتها، لمواجهة عمليات التطرف والإرهاب والسيطرة على التظاهرات واحتجاجات المواطنين. فلماذا نتجه اليوم إلى إنشاء وزارة دفاع جديدة ؟

5. إن وجود وزارة دفاع إلى جانب رئاسة أركان مشتركة، سواء يرأسها عسكري أو مدني، سيخلق ازدواجية وتضاربا في الرؤى المستقبلية بين الطرفين، وفي تصميم الإستراتيجية الوطنية تخطيطا وتنفيذا مما يعطل العمل ويؤثر على الأمن الوطني. فلماذا نوجد هذا الشرخ بين مؤسستين وطنيتين ؟

6. ما هي الغاية من تدخل الولايات المتحدة الأمريكية، في إنشاء وتنظيم وزارة دفاع أردنية هذه الأيام، وتقديم الدعم المالي لإنشائها ؟ هل هناك مهام جديدة ستطلب من هذه الوزارة، من خلال خلق عدو جديد في المستقبل القريب ؟ أم هو لنقص في عدد الوزارات التي تبلغ 28 وزارة ؟

7. وسؤالي الأخير هو : لماذا نسمع أخبار بلدنا الهامة من الصحافة الأجنبية، ولا نسمعها من المسؤولين في بلدنا ؟

المطلوب من مجلس النواب أن يستفسر عن هذا الموضوع الهام، وعلى الناطقة باسم الحكومة الأردنية أن توضح حقيقته للشعب، انطلاقا من شعار الحكومة ” حقك تعرف ” تجنبا لانتشار الإشاعات . . !