عن ذلك الوطن الشائع الذي اسمه “الكرسي” …. بقلم الدكتور عبدالحكيم خالد الحسبان

عن ذلك الوطن الشائع الذي اسمه “الكرسي” …. بقلم الدكتور عبدالحكيم خالد الحسبان

كنانة نيوز – لم يكن الوطن كما نعرفه نحن ضمن قائمة مقدساته. ففي قائمة مقدساته لا تجد الارض او الشعب او الاخلاق او التاريخ. كل هذه لا تشكل مقدسات بالنسبة له ، ولا تستوجب قطرة من دم او عرق يبذلها من جسده. في أعلى قائمة مقدساته هناك فقط الكرسي الذي يقود إلى المال، والمال الذي يقود إلى الكرسي. …..واما كل ذلك المال الذي حوته حساباته المصرفيه فلم تكن الا غنائم تلك المعارك الشرسه التي خاضها دفاعا عن حياض الكرسي، واما كل تلك الدماء التي نزفت من شرفه ومن شرف من ارتبطوا به ان كان بالقرابة او بالنسب ، وهو يقاتل من أجل الكرسي، فقد دفعها وما زال مستعدا لبذلها رخيصة في سبيل الكرسي. هو لم يعرف وطنا الا الكرسي. الجلوس على الكرسي يشعره بدفء الوطن ، فينبض قلبه حينها بشيء يشبه الحب، وتتتولد حينها رغبة في داخله ليستمع الى عمر العبداللات ويضع السلام الملكي حينها كرنة لجهاز خلويه. واما مغادرته الكرسي فتعني حقدا على الوطن ارضا وشعبا وتعني رغبة جامحة في تدمير كل ما عمره وبناه الشرفاء في الوطن، حتى انه يستمتع بصراخات الجوعى والفقراء من أبناء شعبه كدليل لديه على فشل سياسات خصومه ممن جلسوا “مكانه” على الكرسي . الكرسي هو وطنه السليب الذي يستوجب منه أن يصل الليل بالنهار وهو يعمل كي يزيح الغرباء الذي جلسوا فوقه. شعاره “على من جلسوا على الكرسي بعدي ان يرحلوا ولدي من الوسائل القذرة والدسائس ما يكفي لازاحتهم ولو بعد حين. فنفسي في سبيل الكرسي ان هو الا طويل طويل”.