عَدْلٌ ظالم / د.محمد طالب عبيدات

عَدْلٌ ظالم

د.محمد طالب عبيدات
تشرّفت برعاية إشهار رواية “عدلٌ ظالم” للروائية الشابة المهندسة رزان الدرادكة بالتعاون مع المكتبة الوطنية وبحضور نوعي من قامات ثقافية متميّزة وقُرّاء، وتخلّل الحفل مداخلات وحوارات شكّلت إضافة نوعية لروحية نص الرواية، كما كان الحضور الشبابي طاغياً كونهم أدوات التغيير وصُنّاع الغد، وحيث أن عنوان الرواية لافت للنظر فالمقدّمة عدل والنهاية ظلم فإن الحوار كان فكرياً بإمتياز:
1. أثلج صدري الإبداع الشبابي في هذه الرواية لأن ذلك مؤشّر على أن الإستثمار بالإبداع والمواهب الشبابية مُجدي كثيراً فهنالك طاقات كامنة وهنالك مخزون ثقافي رصين ومخزون معرفي راقي قابل لأن يُترجم على أرض الواقع من خلال نتاجات نوعية.
2. حيث أن المكتبة الوطنية حاضرة المكان فهي تُشكّل بيئة وحاضنة ثقافية ولا أحلى، فعلى أرضها تتلاقح الأفكار الثقافية المُثلى، وعلى أرضها ينمو ويترعرع الإبداع والحراك الثقافي، وعلى أرضها يُشبّك الشباب لمؤسسات ثقافية لمنظمات مجتمع مدني وأخرى رسمية أو شعبية.
3. الشخوص الحضور يشكّلون فسيفساء ثقافية راقية ومتنوّعة، لأن التنوّع يُشكّل مصدر إثراء، وهذا يُثبت للقاصي والداني بأن الشباب بخير وأنهم كالخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة.
4. تجربة المهندسة الدرادكة وإن كانت غضّة إلا أنها نوعية ومتميّزة وفيها من العبر الكثير، فرعاية أسرتها لها وتشجيعها كان السبب الرئيس في خروج نتاجها الثقافي لأرض الواقع، وهمّتها العالية جعل منها أنموذجاً يُحتذى لشبابنا الواعد على طريق الإنتاج والعطاء.
5. الإبداع قوة التغيير ويحتاج الشباب إلى دعم وتشجيع الموهوبين منهم واطلاق طاقاتهم وتعزيز قدراتهم ومواهبهم لغايات أن يساهموا في مواطنتهم وإنتاجيتهم لتعظيم المُخرج الثقافي المكنون في داخل كل شاب.
6. نحتاج لتعزيز فكرة إيجاد حاضنات فكرية وثقافية في مؤسساتنا لغايات أن ينعُم الشباب في بيئة داعمة للإبداع الثقافي ويخرج من صدورهم أصدافاً ثقافية صوب العمل المُنتج والذي يرفد المكتبة الوطنية بالمزيد.
7. كما نحتاج لدعم الشباب معنوياً ومادياً ولوجستياً لغايات أن نعزّز المُكوّن الثقافي لديهم في القراءة والتأليف والكتابة والتعبير عن النفس والحوار وإبداء الرأي وغيرها.
8. نحتاج أن نؤشّر لنماذج شبابية كقدوات لجيل اليوم الذي جلدناه بما فيه الكفاية، وحان الوقت أن نثق به ليساهم في مسيرة العطاء الثقافية لتأريخ الحاضر وإستشراف المستقبل.
9. نحتاج لنُرسّخ العدالة الإجتماعية دونما ظلم لأحد، فالظُلم ظلمات يوم القيامة، والعدل أساس المُلك، والظلم حرام وحرّمه الله تعالى على نفسه، ومطلوب تطبيق ثقافة القانون درءاً للظلم.
بصراحة: كثير من شابات وشباب اليوم يرفعون الرأس ولديهم نتاج ثقافي يُحترم وربما يشكّل مخزوناً ثقافياً كرافد لمكتبتنا الثقافية، ومطلوب الأخذ بأيديهم صوب الإبداع والتميز، ومطلوب إستغلال أوقات الشباب في حراكات ثقافية لتخلق صالونات وحاضنات ثقافية درءاً لأي مفسدة في إضاعة الوقت.