ماذا بعد صفقة القرن؟؟ / راتب عبابنه

ماذا بعد صفقة القرن؟؟
راتب عبابنه

صفقة القرن الصهيوأمريكية مرفوضة بنسبة تفوق ٩٥٪ من سكان المملكة، أما الـ ٥٪ الباقية هي من المنتفعين والقابضين والذين مصالحهم تنسجم مع الصفقة.

السؤال المهم: كيف يمكن أن يتم الرفض مع وجود إمكانية وقف المساعدات الإذلالية الأمريكية واحتمالية أن تعرقل أميركا أي مساعدات أخرى من دول أخرى وأولها دول عربية؟؟

القيادة ترفض الصفقة ومعها الشعب ولضمان نجاح تنفيذ الرفض لا بد من التخلص من أي شخص يحاول التأثير باتجاه القبول بها.

يستوجب ذلك البدء من الآن بحملة إعلامية تنويرية توعوية تبين بوضوح طبيعة ما ترمي إليه الصفقة وتبعاتها على الوطن ومستفبله وعلى الفلسطينيين وأي إفرازات أخرى يمكن أن يتمخض عنها تنفيذ هذه الصفقة.

إليكم معنى صفقة (Deal) بالنسبة من الناحية اللغوية وما تعنيه للناطقين بالإنجليزية حسب تعريف قاموس بابيلون (Babylon) الشهير: “إتفاقية بين شركاء (أطراف متعاقدة) يتم التوصل إليها بعد منافشات تقدم حلا للعراقيل التي تتعلق بكل طرف. ”

وعادة تحمل معنى إيجابيا أي اتفاق رابح. ومن الرابح هنا؟؟ أليس من صاغ وأطلق الصفقة؟؟ فهي اتفاق والإتفاق يكون بين طرفين أو أكثر للوصول لحل يرضي المتفقين. لا شك أن أميركا والكيان طرف فمن هو الطرف الآخر الذي اتفق معهم وتوصلوا خلاله لنتائج ترضي الطرفين؟؟ أم هي خطة وضعت من قبل طرف واحد يضمن أصحابها قبول الطرف الآخر المعني ما جاء بها؟؟

ردة الفعل محليا وعربيا من الصعب توقع ماهيتها وأدواتها وحتى نتائجها، لكن بالتأكيد ستكون ردة فعل أراها مروعة لن تبقي ولن تذر ستدخل الإقليم بدوامة بين شد وجذب لن تكون نتائجهما إلا لصالح قوى الإستنفاع والإستعلاء على حساب الوطن والشعب.

لذلك، فالجهات المعنية التحوط لكل ما يمكن أن ينتج عما يحاك. والتحوط نقصد به كيفية إدارة الإحتجاج والرفض وليس لملئ السجون التي قدرتها الإستيعابية توقفت أو كادت.

شئنا أم أبينا نحن مقبلون على مرحلة ليست بالمريحة يقصد منها خروجنا من المرحلة الصعبة التي نعيشها الآن ثم القبول بما تبديه لنا التسريبات من أننا سنحيا الرخاء والرفاه ونودع الفقر، لكن ليس مجانا، بل مقابل ثمن باهظ يعبث بالديموغرافيا والسيادة والكرامة والحقوق ويغير هيكلية الدولة والأمن والجيش طالما هما جزء من مكونات الدولة.

من الناحية الفلسطينية، فإن الصفقة تؤكد “يهودية” الكيان ما يعني أن كل من هو غير يهودي فهو مقيم وليس مواطنا. وبالتالي لا عودة للاجئين وربما لا تعويض ولا تعويض يغني عن الوطن وهو ما يقود للإنتهاء من ذكر فلسطين وقضيتها ليهنأ الكيان ويسعد على جراح أصحاب الحقوق.