عيدان ملوخية / رائد عبدالرحمن حجازي

من كتابي (أجا عبالي)
عندما يتغير الهدف عن مساره ويصبح تفشيش بتفشيش

عيدان ملوخية

رائد عبدالرحمن حجازي

من كتابي (أجا عبالي)
عندما يتغير الهدف عن مساره ويصبح تفشيش بتفشيش
قبل حوالي أربع عقود لم يكن للأطفال العاب الكترونية أو تطبيقات متنوعة أو مواقع للتواصل الإجتماعي كما هو الأن , وأنا كواحد ممن عاصرت تلك الفترة في طفولتي أذكر بأن العابنا كانت موسمية ومتنوعة وخصوصاً في العطلة الصيفية , مثلاً اللعب بالدواحل ,البالونات المملؤة بالماء , شرطي وحرامي , الغميمية (الخباوية) , سبع حجار وغيرها الكثير الكثير . لكن اللعبة التي لا زلت أذكرها جيداً هي اللعب بأعواد الملوخية .

كانت جدتي رحمها الله في موسم الملوخية تنتظر بكم النيسان (جونيور) ذو اللون الأزرق السماوي لمحمود الغوراني لتشتري منه عدة ضُمم من الملوخية حيث كانت الضُمة تزن حوالي عشرة كيلوغرام . نحن كانت لنا وظيفة قبلية ووظيفة بعدية أما الأولى كُنا نقف كالغفير نترقب بكم الملوخية لنستوقفه ونخبر جدتي بأنه أتى فتخرج له جدتي لتبدأ مرحلة المساومة والشراء فتقول للبائع : بقديش العبطة يا محمود ؟ (لا تفهموني غلط ولا يروح عقلكوا لبعيد العبطة يعني ضُمة الملوخية) , فيجيبها محمود : بكذا فترد عليه جدتي : أي لا بدك تراعينا ترى إحنا بنوخظ منك دايماً لا تطمعش فينا .
في النهاية تتم عملية الشراء بنجاح وهنا تبدأ وظيفتنا الثانية وهي مساعدة الجدة في قطف أوراق الملوخية طبعاً مقابل أجر مالي وهو قرطة صغيرة (20 فلس يعني قرشين) لكل من يشارك في العملية . بعد الإنتهاء نجمع أعواد الملوخية ونذهب بها خارج المنزل ليقوم عامل النظافة بجمعها .
أما نحن وبعد عمليات شراء الأسكيمو والدورادو كُنا نعود لكومة أعواد الملوخية ونختار منها الغض والغليظ لتبدأ مرحلة اللعب حيث يقوم كل واحد منا بضرب الأخر دون أن يكون هناك فريق ضد فريق .
بطبيعة الحال الكل يضرب ويُضرب وكانت الضربات تتركز في مُعظمها على المؤخرة (اللوايا) والفائز هو من يُبدل أعواد أقل في ضربات أكثر .غالباً ما كانت تنتهي اللعبة بزعل البعض والسبب أن فلان شمطه ضربة قوتها فوق العادة .

لتتحول اللعبة بعد ذلك لمهاجمة بعض الكائنات المسالمة مثل بيوت النمل . (زي ما تقولوا تفشيش بتفشيش)
نسيت أحتشيلكوا إنه عيدان الملوخية بس تنشف كُنا نسوي منها سجاير