الإعتراف بالذنب فضيلة/ رائد عبدالرحمن حجازي

الإعتراف بالذنب فضيلة

رائد عبدالرحمن حجازي

من كتابي “شذرات من التراث”

مثقال يا مثقال يا ابو طايل بهذه الكلمات زريفة تنادي على المختار , ليجيبها قائلاً : ها وشو بدتش على هالصبحيات ؟ فتقول له : إمسات يومنك إعبرت لوح الدراس على غرفة الخزين خوف الله إنه داقم بقرنة كوارة القمح , وهظاك القمح هايل على الوطاة .

” الكوارة وجمعها كواير وهي عبارة عن صندوق يبنى من الطين على شكل مكعب او متوازي المستطيلات ولها فتحتان الأولى علوية لتعبئتها والثانية من الأسفل وتحديداً في الواجهة الأمامية ولها غِطاء يفتح عند الحاجة لأخذ ما تحتاجه المرأة , وغالباً ما تجد في كل بيت على الأقل كوارتين او ثلاث لخزين القمح والعدس وغيره .”

فيرد مثقال قائلاً : هو ما بيش بهالدار غير لعين هالحُرسي (ويقصد نفسه)
زريفة : لعاد من هو إللي بدو يكون أني !
مثقال : ولتش لا يكود إنه محسن
زريفة : اسم الله عليك خوف الله إنك بتهذول … مهو محسن ظايف عند دار خالته هو وأمه سليمة صارلهم يومين
مثقال: طيب لا يكود إنه طايل
زريفة :لا بالله إنك هسترت … ولك يا زلمة مهو طايل الثاني صار له أسبوع معزب عند البيدر
مثقال : طيب خلص فكينا من سوالفتش الطرمة، هساعيات بروح وبشوف شو القصة

يتوجه مثقال لمعاينة مكان الحادث وبناءً على النتيجة سيقرر ماذا سيفعل ( إن غابت عنكوا كروكة حوادث) . بعد المعاينة يقتنع مثقال بأنه هو المتسبب بما حدث نتيجةً لوضعه لوح الدراس بجانب الكواير …. ويقول مخاطباً نفسه : أه والله إنها صادقة هالزريفة هاظ لوح الدراس فاغر الكوارة فَغُر .

يشرع مثقال بعجن الطين والتبن لعمل الصيانة اللازمة للكوارة لتعود لوظيفتها الأساسية آلا وهي تخزين القمح .

قد يكون اخطأ مثقال وحاول أن يُحمّل وزر خطأه لغيره , ولكنه أدرك ما فعلت يداه , وقام بإصلاح ما هو مطلوب منه …. فَهَلْ مِنْ مُدَّكِر ؟!