ندوة بجامعة اليرموك بعنوان ” مئة عام على مرور مؤتمر الصلح “

كنانه نيوز – جامعات – بكر محمد عبيدات

نظم قسم التاريخ في جامعة اليرموك ندوة بعنوان ” مئة عام على مرور مؤتمر الصلح”، بمشاركة كل من الدكتورة هند أبو الشعر، والدكتور جورج طريف، والدكتور أحمد الجوارنة، والدكتور وليد العريض، والدكتور جبر الخطيب، وأدارها الدكتور محمد المزاودة رئيس القسم.

وتحدثت الدكتورة أبو شعر عن دراسة مصادر الحكومة العربية ووثائق الوفد المرافق للأمير فيصل بن الحسين خلال المؤتمر، وأوضحت أنها اعتمدت في معلوماتها عن مؤتمر الصلح على أربعة مصادر وهي الجريدة الرسمية التي كانت تصدر في عهد الحكومة العربية الفيصلية، حيث تناول العدد الأول من الجريدة الذي تم اصداره عام 1919 فعاليات وأحداث مؤتمر الصلح بالإضافة إلى أخبار الدولة السورية، وكان المصدر الثاني الذي اعتمدته هو مذكرات “تحسين قدري” المرافق الشخصي والعسكري للأمير فيصل منذ عام 1918-1933، وكان ممن رافق الأمير فيصل إلى مؤتمر الصلح في باريس ولندن، حيث عرض قدري في مذكراته الأوضاع النفسية التي مر بها الأمير خلال فترة مشاركته في فعاليات المؤتمر.

وأشارت أبو الشعر إلى المصدر الثالث هو مذكرات “الدكتور أحمد قدري” وهو الطبيب الشخصي للأمير فيصل، ومؤسس جمعية العربية الفتاة، وكان ممن ساهم في الكتابات التي قدمها الأمير في فعاليات المؤتمر، أما المصدر الأخير فهو مذكرات “عوني عبدالهادي” الذي كان يتقن اللغة الفرنسية ودرس الحقوق في باريس، موضحة ان مؤتمر الصلح كان عبارة عن مؤامرة سرية من فرنسا وبريطانيا ضد العرب وترتيبا منهم لإقامة وطن قومي للصهيانة على أرض فلسطين.

بدوره تحدث طريف عن المواقف الرسمية والشعبية في البلاد السورية تجاه مقررات الصلح 1919، حيث أشار إلى أن دعوة العرب للمشاركة في مؤتمر الصلح جاءت بناء على مشاركتهم في الحرب إلى جانب الحلفاء، لذلك تمت دعوتهم للمشاركة في صنع السلام، موضحا المشاكل التي أوجدها مؤتمر الصلح وهي: التصريح لتطبيق وعد بلفور، الوعود المتناقضة من بريطانيا للأمير فيصل، والتي أدت به لتقديم مجموعة من المذكرات التي طالب فيها باستقلال البلاد العربية “العراق، وسوريا، والحجاز”، وعقد المؤتمر السوري الاول في دمشق الذي كانت أهم مطالبه الاستقلال الطبيعي التام لسوريا التي تمتد من جبال طوروس حتى عدن غربا، ومن البحر المتوسط إلى الفرات شرقا، والاحتجاج على المادة 22 التي تروج لسياسة الانتداب، ورفض مطالب الصهيانة بجعل فلسطين وطن لهم.

وأشار طريف إلى أنه وبعد عقد المؤتمر السوري الثاني ظهرت احتجاجات في كل مناطق سوريا آنذاك، مستعرضا المواقف الرسمية والشعبية التي طالبت بعدم تقسيم سوريا، حيث أوردت صحيفة العاصمة احتجاجات شرق الأردن التي شملت عجلون والكرك ومعان والطفيلة.

من جانبه تحدث الجوارنة عن مؤتمر الصلح كما تحدث عنه الدكتور أحمد قدري المشارك في الوفد العربي في المؤتمر عام 1919، موضحا أن نتائج مؤتمر الصلح التي كان أهمها ظهور عصبة الأمم، وتقسيم العالم العربي، وظهور اتفاقيات سايكس بيكو ووعد بلفور، موضحا أن الأمير فيصل عند وصوله إلى باريس للمشاركة في المؤتمر واجه رفضا شديدا وتم التعامل معه على أنه زائرا وليس ممثلا عن العرب، كما تخلل فترة المؤتمر لقاء الأمير مع الزعماء الصهيانة بما يسمى باتفاقية وايزمان، والتي تمنح اليهود تسهيلات في إنشاء مجتمع للتعايش في فلسطين والإقرار بوعد بلفور.

وأوضح ما قام به الأمير فيصل بعد عودته من مؤتمر الصلح ومخاطبته لشعب سوريا حيث كانت له رؤية نهضوية بضرورة ترسيخ مبادئ العلم والمساواة والعدل للنهوض بالدولة السورية.

وتحدث الدكتور وليد العريضعن مؤتمر الصلح في المصادر العثمانية، وكيف حول الأتراك الهزيمة إلى انتصار وأسسوا الجمهورية التركية، موضحا أنه في عام 1918 عندما تسلم محمد وحيد الدين آخر السلاطين العثمانيين، سمي عهده بعهد النكسات فسقطت العراق والشام، وتفككت المجر، واستقال آخر الاتحاديين أحمد باشا.

واستعرض مرحلة عقد المؤتمرات الوطنية في تركيا والتي نتج عنها وحدة الوطن ورفض تجزئته داخل حدوده، وحق الأمة في مقاومة الاحتلال، وتشكيل حكومة مؤقته في الاناضول إذا عجزت الحكومة المركزية في اسطنبول عن أداء واجبها، حيث تطلبت هذه القرارات إعادة كل ما شكل من جمعيات وأحزاب إلى تأليف واحد، أسموه جمعية الحفاظ على الحق في الاناضول والبسفور والروماني وتولى قيادتها مصطفى جمال اتاتورك.
كما تحدث الدكتور جبر الخطيب عن دور الامير فيصل في مؤتمر الصلح، وقال إن المؤتمر كان مؤامرة استخباراتية بامتياز، مشيرا إلى أن العرب كانوا متفائلين بنهاية الحرب العالمية الأولى عام 1918، من أجل تشكيل الدولة العربية في قارة آسيا، لكن مشاركة الأمير فيصل في مؤتمر الصلح قوبلت بالرفض من قبل الفرنسيين وذلك بسبب توجههم للترويج لفكرة الانتداب الفرنسي في لبنان، وإحلال القوات الفرنسية مكان القوات البريطانية في سوريا، مشيرا إلى أن مطالب الأمير فيصل عند اجتماعه مع المسؤولين البريطانيين ركزت على قضية حدود الدولة العربية وعدم التعدي عليها.

وحضر فعاليات الندوة عدد من أعضاء الهيئة التدريسية في القسم ومجموعة من طلبته.