الشللية أفسدت الحياة السياسية !!!! ودمرت الادارة العامة للدولة/م٠سليم البطاينه

 الشللية أفسدت الحياة السياسية !!!! ودمرت الادارة العامة للدولة
م٠سليم البطاينه

دون أدنى شك فهي عابرة للانتماءات السياسية !! وهي ظاهرة فكرية وسلوكية كانت سبباً في تراجع الدور السياسي والثقافي والمؤسسي للدولة الاردنية ، وترتب عليها نتائج خطيرة في أختفاء رموز كبيرة أو صعود أسماء لا تستحق ، وأستبعاد رموز كثيرة تحت دعوى عدم الثقة وغياب الانتماء !!!!! فهنالك أعدادا كبيرة من الرموز الاردنية فضلت الابتعاد عن الساحة حفاظاً على كرامتها واحتراماً لتاريخها .

٠ فللأسف ففي دُنيا السياسة الاردنية كانت الشللية هي الطريق الوحيد لتميز البعض دون الاخر ، خاصة أنها تحكمت تماماً في مناصب الدولة ، وكانت قادرة على أن تُحجب من تريد وأن تفرض من لا يستحق ؟ وأصبح من الصعب بل من المستحيل أختراق مواقع معينة أو حتى الأقتراب منها ؟ فقد سيطرت الشللية على مؤسسات الدولة ، وقد شهدت تلك المؤسسات عمليات توريث دائمة !!!! فباتت أشبه بفايروس مدمر لمقومات الشفافية والحوكمة
٠ وفِي ظل تراجع الإصلاحات السياسية تسللت أسماء كثيرة وفرضت وصايتها على الواقع السياسي الأردني ، وتركت خلفها حالة من الفراغ السياسي والمؤسسي والثقافي !!!!!! وترتب على ذلك مواقف كثيرة غامضة بدأت بالتهميش وأنتهت بالعزل !!!! وعملت على ترحيل رموز كثيرة دون أن تحصل على حقها في العرفان والتكريم في الوقت المناسب !!!!!! فالشلة في حقيقة الأمر ما هي الا مليشيا مسلحة وأن لم تكن تحمل الأسلحة النارية ؟ وأشبه ما تكون دكانة لا يدخلها النخب ؟ بل يدخلها أصحاب الحظوة !!!! فباتت أقوى من أي تنظيم سياسي أو حزبي !!! فأصبحت الشلة هي القاعدة وما عداها هو الأستثناء ، فلا بد من ان تكون فرداً في شلة وبدونها فالفرصة ضعيفة والطريق مقطوع
&٠ فأخطر أنواع الشلل التي نراها الان هي شللية العمل الأعلامي وهو من أخطر وأعظم مهددات الاستقرار الاجتماعي !!!! فهو أستقطاب مؤدلج على حساب المصالح العليا للوطن !!!! فالعمل الاعلامي هو سلاح نافذ من أسلحة العصر ، ومن ليس مؤهلاً لحمله سيصيب الوطن !!!!! فذلك النوع من الشللية يتسابق نحو الأستحواذ والإقصاء .
٠ فسابقاً كان أهل الثقافة وأهل المعرفة بالتاريخ هم من يُستشارون ويَشيرون ، وهم الذين بفكرهم وعقلهم تتغير المسارات ، لكن حينما يوضع أهل الثقافة والتاريخ في الصفوف الخلفية تنهار الدول !!!!!!!!!!!! فأذا لم نفهم تاريخُنا ونتمعن به فلن نتعلم من الأخطاء والكوارث التي نحن بها الأن !!!!!!!!!!!! فمن لم بفهم الحاضر فلن يصنع المستقبل .