القصف بالقنابل المائية تحت قبة البرلمان الاردني/موسى العدوان

القصف بالقنابل المائية تحت قبة البرلمان الاردني

موسى العدوان

عودتنا مجالس نوابنا الموقرة بأن نشاهد بين حين وآخر، اشتباكات بين النواب تحت قبة البرلمان، بسبب الاعتراض على كلمة أو خطاب لنائب لا يعجب نائب آخر. والسلاح المستخدم في هذه الاشتباكات هو زجاجات بلاستيكية معبأة بالماء، والتي قد لا تصل إلى الهدف المقصود بسبب خفّة وزنها.

وهذه الزجاجات أتصورها كالقصف التمهيدي بالمدفعية، الذي تبدأ به المعارك العسكرية. ثم تتطور تلك المعارك النيابية لتصبح اشتباكا بالأيدي وتتحول إلى عملية مصارعة، أو استخدام العُقل، إذا كان أحد الطرفين يرتدي الكوفية الحمراء. ثم أن هناك شكل آخر لمثل هذه الاشتباكات، إذا كان الطرفان قريبان من بعضهما. ففي مثل هذه الحالة يهاجم النائب زميله ويطوق عنقه، مستغلا عنصر المفاجأة وقوة عضلاته، خاصة إذا كان الله قد منّ علية بجثة تضاهي جثة ( البعير ).

وهنا يتدخل بعض النواب الحجّازين لفك الاشتباك بين الطرفين، بينما تقف السيدات ( النائبات ) على الحياد مكتفيات بمراقبة سير المعركة عن كثب. أما رئيس المجلس فيملأ الجو صراخا من خلال ميكرفونه، طالبا من المتصارعين التقيد بالنظام الداخلي للمجلس، ولكن دون استجابة له. فتطير الصور المتحركة إلى أرجاء العالم من خلال شاشات التلفزيون، لتطرح أمام شعوبه نموذجا من الديمقراطية النيابية الأردنية، التي تعتمد على القذائف والعضلات.

ولكي نمنهج هذه الممارسة غير الفكرية، أود أن أقترح على معالي رئيس مجلس النواب تطوير هذه الاشتباكات، لتأخذ أسلوب المعارك العسكرية، وتطبيق قواعد الاشتباك عليها، من خلال السيناريو التالي:

  1. بما أن نوابنا ليسو كنواب بريطانيا الذين يجلسون بصورة متراصة على مقاعد طويلة، بينما نوابنا لكل منهم مقعده الخاص وميكرفونه، فأرى أن يزود مقعد كل نائب بخمس حبات برتقال ( قذائف) كسلاح للمعركة النيابية. وهذه القذائف يمكن أن تصل إلى الهدف، حسب مهارة الرامي دون أن تؤذي المصاب. ويمكن (للنائبات) استخدام هذه القذائف لغاية أخرى، لعدم مساهمتهن في تلك المعارك. ثم يزود رئيس المجلس بمسدس كهربائي صاعق ( Taser  ).

  2. يستخدم في إلقاء هذه القذائف أسلوب رمي مدافع الهاون وهو : قذيفتين بمثابة تثبيت صواني المدفع على الأرض، لكي لا يتغير توازن المدفع خلال إطلاق القذائف فيما بعد، ثم يلحقها بثلاث قذائف ( برتقال ) رمي مدافع على الهدف أي النائب المشاكس، والذي قد يقابل خصمه بقصف معاكس، بنفس السلاح وبنفس العيار لعدم توفر القذائف الأثقل. وبهذا تكون الإصابة للنائب الأمهر في الرماية دقيقة قبل أن يتدخل الحجّازين.

  3. إذا استمر الاشتباك بين الطرفين بعد هذا القصف التمهيدي، مع احتمال أن ينتصر بعض النواب الآخرين لأحد صاحبيهم، عندها يتدخل رئيس المجلس لحسم المعركة، باستخدام مسدسه الكهربائي وفض الاشتباك، دون أن يتسبب بأذى لأي من الطرفين.

  1. ثم تستمر الجلسة مهما كانت طبيعة موضوعها، وسواء كان النصاب مكتملا أو غير مكتمل، ويتم التصويت على موضوع البحث برفع الأيدي. فإذا كان الموضوع يتفق مع رغبة الرئيس، فإنه قد يعلن أن القرار تم بموافقة أغلبية الأصوات، أما إذا كان عكس رغبته فإنه قد يعلن فشل القرار.

وبهذا السيناريو شبه العسكري، نكون قد خدمنا العالم وابتكرنا درسا نموذجيا في الديمقراطية المنضبطة، التي يتبعها مجلس النواب الأردني  الموقر، لعل برلمانات العالم تتعلم منها وتقتدي بها، إذا أرادت النجاح في عملها الوطني وخدمة شعوبها . . !