هذه البلاد لمن؟/ كامل النصيرات

هذه البلاد لمن؟
كامل النصيرات

أصبح هذا السؤال يطاردني في المطبخ و الصالة و الشارع والوزارات والأماكن الخاصة و العامة..:
إن دخلتُ مقهى شعبياً ورأيتُ الوجوه المتعبة و الهاربة من قدر الحكومات إلى قضاء الوقت ؛ سألت ذات السؤال: هذه البلاد لمن؟ لمن تعب في أزقتها و بكى في حرمانها و توحّل في طينها ؟ أم لتلك الحفنة التي تضع قدميها في وجوه المتعبين وتجعل من ملذاتها الفاسدة أهم من حيواتنا اللاهثة خلف العلاج والنهضة..؟
كلّما رأيتُ صبيّاً على إشارة أو بسطة أو عجوزاً خلف عرباية ؛ رحتُ أسألني: هذه البلاد لمن؟ لمن يسقون بعرقهم ورود الدار و أشجار الشوارع؟ أم لأولئك الذين يجرّدون البلاد من الخَضار ويغرسون الاسمنت مكانه وكلّ خَضارهم هو الدولار..؟!
البلاد لمن ؟ لمن يحرثها ليل نهار أم لمن يسرقها في وضح النهار؟! لمن يموت على أعتاب مستشفياتها أم لمن يتحيّر أي مستشفى يختار من مستشفياتها الخاصة فيكمل شوطاً هنا وشوطاً هناك ويختم الأشواط بالشوط الكبير في الطائرة؟!
البلاد لمن ؟ لمن ينتظر ديوان الخدمة عشر وعشرين سنة أم لمن لا يمكث عشرين دقيقة من الانتظار؟!
هذه البلاد لمن يعمرها وليست لمن يقصف عمرها..والصبر جميل.
kamelnsirat@yahoo.com