العشيرة بين النقمة والنعمة … بقلم المهندس وصفي عبيدات

العشيرة بين النقمة والنعمة … بقلم المهندس وصفي عبيدات
 
حقيقة شئ مؤسف اننا في القرن الواحد والعشرين وندعي الديمقراطية وسيادة القانون وعدالة توزيع المناصب وما زلنا نجهل كيف تُدوَّر الوظائف بين اناس بعينهم لا يتجاوز عددهم افراد الاسرة الواحدة ، فما هي المعايير والاسس المتبعة لاختيار المسؤولين خاصة الوزراء منهم ؟!، اذا قلنا الكفاءة ، فلم نجد منجزات لاي وزير على ارض الواقع الا ما ندر وهؤلاء لا تدوم وزاريتهم فيقصوا من اول تعديل ، اذا قلنا العشائرية ، فالواقع يقول غير ذلك فكثير من العشائر الاردنية الكبيرة لا تحظى بمنصب محافظ او مدير لواء او حتى مدير مدرسه بينما اناس من عائلات نحتاج الى مرجع العشائر حتى نستدل على اصلهم وفصلهم يتنقلون من منصب الى منصب كما تنتقل المياه من واد اى واد ، ان قلنا التدرج الوظيفي كما هو متبع عند العالم المتحضر ، فلا والله فمعظم الموظفين سقفهم لا يتعدى رئيس قسم وان حالفه الحظ فمساعد للمدير او الوزير .
 
الاردن هو الوحيد في العالم الذي له معايره الخاصة ، فمعايير التوزير والتوظيف اما وراثية توريثية او علاقات اجتماعية او تزكية من جهات مخفية لذلك لا نتفاجئ اذا كان الوزير ابن وزير جده وزير وجد ابيه وزير او اصبح الوزير سوبر مان يتنقل بين الوزارات ويعبر كل الحكومات دون اثر يدل عليه سوى انه يمتلك مواصفات واعتبارات عديدة غير الكفاءة والقدرة على ادارة الوزارة او الوظيفة .
 
العشيرة في السنوات الاخيرة الا قليلها اصبحت نقمة على ابنائها ، فتاريخ بعض العشائر يُعرضها للاقصاء ، ثوابتها وامانة وحصافة وصدق وانتماء ابنائها لا يجعل لها نصيب في وظائف الحكومات .
 
كل هذا ادى الى السقوط الذي نحن فيه ، فسقوط الادارة يتبعه سقوط الاقتصاد وما هذا الا نتاج التخبط في توزير وتوظيف من لا همَّ له الا المنصب ومصلحته الشخصية وان تطلب ذلك ان يدوس على المصلحة الوطنية العليا فليس لديه ما يمنعه ان يدوس.
حمى الله الاردن وحمى قائده المفدى