من يدفع للشلبي؟؟؟ / يوسف غيشان

من يدفع للشلبي؟؟؟

يوسف غيشان

في زمان ما
في مكان ما
في بلد ما
مسؤول كبير اقترب بهيبة من الميكرفون، المساعدون والمستشارون أعطوا إشارات لبعض من في القاعة ، بدأ التصفيق متقطعا هنا وهناك..ثم ضجت القاعة ، وقف الجميع احتراما.

اصلح الرجل وضع ربطة العنق ، تنحنح ، وشرع في السلام والكلام. شكر الجمهور الذي (تجشم) عناء الحضور، ثم انتفخت اوداجه فجأة ، ورفع عقيرته بالصوت، وهو يؤشر بكلتا يديه:
صحيح اني سوف ارفع اسعار الخبز والماء والكهرباء والاف السلع الأخرى.
كل هذا صحيح ، لكني مقابل ذلك:
– سوف أطهّر البلاد من الفاسدين
– سوف اطهرها من المفسدين
– سوف اطهر القطاع العام

– وأطهر القطاع الخاص

– واطهر المؤسسات المستقلة وشبه المستقلة وغير المستقلة
– سوف اطهر الجو
– اطهر البحر
– اطهر البر
– سوف اطهر كل ما هو بحاجة الى التطهير
– سوف اطهر الكبار
– وأطهر الصغار
– سوف…………………………..
امرأة تحمل طفلا ، وقفت واقتربت من المسؤول ، حاول المستشارون والمساعدون منعها، لكن الرجل الكبير ، ابتسم بدماثة ، وقال لهم:
– دعوها تأتي الي مع طفلها .
اقتربت المرأة بوجل ، لكن الرجل الكبير ادناها من الميكرفون، بكل تسامح وتواضع. .
اقتربت المرأة من الميكرفون وقالت:
– حضرتك ..ما دامك امطهّر امطهر …..بترجاك (اتطهّر ) هالطفل بطريقك ، ما معي ادفع للشلبي .