فطرز
رائد عبدالرحمن حجازي
طرقات خفيفة على باب الدار وبإيقاع متناغم , ليستجيب لها صاحب الدار أبو عطية بقوله : أيوا .. أيوا .. هاظا أني جايك . يفتح أبو عطية الباب ليجد جاره الملقب بزعبوب .
أبو عطية : يا هلا بزعبوب … تفظل فوت جاي
زعبوب : هلا بيك يا خوي . لا والله مستعجل وبدي اصل الكرم اللي غرب البلد , ومثل ما بتعرف اجري صارلها مدة بتوجعني ومانيش قادر أمشي عليها وقلت لحالي ما الك يا زعبوب غير فرس حبيبك أبو عطية .
أبو عطية : غالي والطلب رخيص . لكن دير بالك اتفطرز عنها تراها شموص مع الغريب .
زعبوب : ههههههه لا تخافش عليّ هو أني أول خطرة برتشب فيها دابة !
أبو عطية : لا مش هيتش قصدي , ابس أنت وزنك قليل (للعلم وزن زعبوب لا يتجاوز 50 كيلو غرام) وبخاف تغرك هالفرس .
زعبوب : ئي لهدرجة مستقل بيي يا أبو عطية , الله يسامحك , أي فوت جيبها وخلصني .
أحضر أبو عطية الفرس , وسلم حبل المرس لزعبوب ودعا له بالسلامة . لكن حظ زعبوب العاثر لم يمهله طويلاً , فما أن سار عدة أمتار إلا وأوقعته الفرس عن ظهرها . وراح يصيح زعبوب بأعلى صوته مستنجداً بأبو عطية وهو يقول : فطرزت يا خوك الحقني يا أبو عطية .ركض أبو عطية مسرعاً وحمل زعبوب بين يديه وقال له : مش حتشيتلك دير بالك منها , فرسي وعارفها .
مسكين زعبوب لم يأخذ بنصيحة أبو عطية على محمل الجد ليتلافى الفطرزة . بل أصر على معتقده وتفكيره ألا وهو أنه يستطيع السيطرة على الفرس . لكنه لم يخطر على باله بتغيير النهج معها ليكسب ودها .
لذلك أقول مالم يتم تغيير النهج سوف تستمرون بالفطرزة .