فلنغرقْ في بحر العدس /كامل النصيرات

فلنغرقْ في بحر العدس
كامل النصيرات

المطر الغزير مرتبط عندي بالعدس..كان من الهبل أن تسأل أمّك في هكذا جوّ: شو طابخة؟ لأنّ الجواب المرافق للضحكة أو للامتعاض هو : عدس..وما زال صوت أحد إخواني يرنّ في أُذني: زهقنا دين العدس..هو ما فيش إلاّ عدس..!
العدس ليس منفرداً ..بل شوربة..بحر من العدس..فتّة..في كوب..والبصل شريك استراتيجي؛ سواءً البصل الأبيض أو الأخضر..وعندما أقول شريك استراتيجي فأنا أعني استراتيجي بمعنى الكلمة..شريك غير فاسد ومش طمّاع..شريك يحافظ على شريكه ويوفّر له المتعة و اللذة ويضمن له حسن السير و السلوك وينشئ معه استثماراً حقيقياً في الروح المعنوبة وتبادل الثقة وبالتالي ضمان الحبّ و الدفء في طقس مطري ترافقه فيروز وهي تتغلغل داخلك بصوتها المليء بالسحر : شتّي يا دنيا شتّي..!
الآن ؛ فسد المطر..فسد العدس..فسد البصل أبيضه وأخضره..وما عادت فيروز هي الوحيدة التي تحاصر روحك بسحرها..!
الآن؛ انهارت الشراكة الاستراتيجية..وصار العدس دقّة قديمة وصار بحرُه وجعاً مقيماً ومرتحلاً..والشريك انقلب على شريكه وقاده للحبس بدعوى (مناهضة نظام العدس ) و(تقويض الفساد الاستراتيجي) و(محاولة التجمهر في المطبخ)..!
عودوا لبحر العدس..واغرقوا فيه..وليكن رأس البصل سيّداً بينكم..!
كامل النصيرات