الفنانة نادية الجندى .. جمهورى بيحبنى لو عمرى 200 سنة
كنانه نيوز – فن – أكدت الفنانة الكبيرة نادية الجندى أن عدم وجود أعمال ونصوص درامية جيدة لتقديمها وراء غيابها عن الشاشة منذ تقديم آخر أعمالها السينمائية عام 2002، وأشارت إلى أنها بصدد تقديم عمل جديد يجمعها بالمنتج محمد مختار،.
وتحدثت «نادية» فى حوار لـ«المصرى اليوم» عن أفلامها السياسية والشعبية التى سطّرت نجوميتها فى شباك التذاكر، مؤكدة أنها قدمتها بدافع الوطنية والإحساس بالمسؤولية الاجتماعية، التى أشارت إلى أن الساحة الفنية تفتقدها حاليا، موضحة وجود تعمد لتقديم الأعمال الرديئة وتجاهل الأعمال الجادة،
كما تناولت المواهب الجديدة من الفنانين وما يحدث بينهم من تراشقات فنية لم تكن تحدث فى الجيل السابق، ولفتت إلى الشائعات التى تلاحقها دائما حول زواجها أو إجرائها عمليات تجميل، إلى جانب ما أشيع عن إساءتها للفنان الراحل عماد حمدى قبل طلاقها منه .. وإلى نص الحوار:
بداية.. أين نادية الجندى من السينما حاليا؟
لعملية صعبة جداً كى أجد موضوعا يجذبنى للعودة للسينما، أنا مُقلة، وليس معنى أننى مُقلة فى السينما أن أكون «كسلانة»، فهناك فرق بين الكسل وبين أننى أصبحت أقل تقديما للأعمال السينمائية لأننى أحمل مسؤولية كبيرة، فعندما تصل لمكانة معينة تصبح خائفا من كل خطوة تخطوها بسبب هذه المكانة، فتحاول بشتى الطرق أن تحافظ عليها إذا لم يكن للأفضل والأحسن والتقدم بنفس المستوى،
ووجودى فى مكانتى دون تقديم أعمال يكون أفضل فى ظل هذه الأيام، فلم يعد هناك من يكتب أعمالا جيدة، ولا توجد سيناريوهات، والكُتاب الكبار ليسوا متواجدين، ففى الفترات الماضية كنت أجد أعمالا أدبية لنجيب محفوظ وإسماعيل ولى الدين ويوسف إدريس،
وتجد مؤلفين ومؤلفات لهم كتابات غنية وكتاب سيناريو كبار أمثال بشير الديك ووحيد حامد ومصطفى محرم، لكن حاليا لا توجد موضوعات تقدم، ولا أحب أن أقدم الفن للفن ومجرد موضوع عادى، لابد أن يكون هناك «مورال» ورسالة وموضوع ساعة يهم الناس ويهم جديدهم وليس مجرد «عمل وخلاص»، وأنا قدمت كل الموضوعات والأعمال التى تتماشى مع الناس، وأصبح لزاما علىّ أن أبحث عن موضوع يهم الناس كى أعود للسينما، وهذا صعب أن نجده، لكننى فى حالة بحث مستمر، ويأخد وقتا.
■ هل يزعجك هذا الغياب الطويل عن جمهورك؟
– أتضايق حين يلومنى جمهورى، ويسألنى «إنتى ليه حارمانا من أعمالك الجيدة، لما بنشوف الأعمال حاليًا بنعرف قيمة أعمالك، وحرام عليكى»، فآخر عمل كان مسلسل أسرار منذ 3 سنوات، وسأكون صريحة أكثر معك، هناك «كومبينات» أصبحت موجودة بشكل غير طبيعى، والمناخ العام فى الدراما «مش حلو أبداً»، هناك شللية، وعلى الساحة لا تفهم من مع من!،
هو مين قاصد إيه إن ميبقاش على الساحة غير الأعمال السطحية والأعمال الجادة بيستبعدوها! لمصلحة مين، مش من مصلحة الفن أبداً، المستوى بيهبط كل سنة، وكم عملا تستطيع أن تجده وتقول عليه جيدا، وسط كم من الأعمال اللى تعرض على أصابع اليد الواحدة، وهذه حقيقة، لصالح مين ده بقى؟،
هذا لصالح ناس معينة يهمها البضاعة الرديئة تطرد البضاعة الجيدة، ومن يقدم أعمالا رديئة ليس من مصلحتهم أن تظهر الأعمال الجيدة، فالمسؤولون عن الدراما أو الدولة لابد أن يحموا ويساعدوا الأعمال الجيدة والهادفة والقيمة، ولا يصبح كل من على الساحة بهذا الشكل، المناخ العام لا يعجبنى بكل صراحة،
ومن الأسباب التى تضايقنى عندما تطرح أعمالا دون المستوى والدائرة مغلقة كى لا يدخل أحد ويقدم شيئا جيدا، لدى مثلًا عمل جيد وهو سياسى، يحتاج تكلفة عالية جداً، وقناة معينة، ولا يوجد منتج بمفرده يستطيع أن يقدمه وموضوع الساعة وموضوع سياسى، ويقول كلاما كثيرا وخطيرا جداً، من تأليف أحمد صبحى، وهو مسلسل مخابراتى، مكتوب منذ أكثر من سنتين، ولا أستطيع تقديمه بمفردى.
■ المنتج محمد مختار ذكر مؤخرا أن لديه عملا سيجمعه بك خلال الفترة المقبلة، فما هو؟
– هو فيلم من واقع الملفات المخابراتية، ويتم التجهيز له حاليًا ولا أريد الحديث عن أى تفاصيل عنه فى الوقت الراهن، وسأتحدث عنه عندما يتم المشروع.
■ وماذا عن مسلسل العميل (أشرف مروان)وهل ستشاركين فيه؟
– ليس لى أى علاقة به نهائيًا ولا أعرف لماذا أدخلوا اسمى فى هذا العمل، فأنا لم أشاهده ولا أعرف عنه شيئا، ولا أعرف من صاحب الخبر بأننى سأشترك فيه فأنا لم أُرشح له، ولم يتحدث معى أحد، ولكن من الممكن عندما أعلنت أن لدى عملا مخابراتيا أن يكونوا ربطوا بين الاثنين.
■ لماذا انشغلت نادية الجندى بتقديم الأعمال المخابراتية؟
– لأننى وطنية، وهناك أعمال وأفلام سياسية فى فترة زمنية معينة، منها «ملف سامية شعراوى، حكمت فهمى، امرأة هزت عرش مصر»، كل هذه أفلام سياسية فى فترة زمنية معينة، ونجاحى فى هذه الأفلام أعطى للمؤلفين حماس كتابة أعمال أخرى، وأصبحت تُعرض علىّ أعمال مخابراتية، ولكن حياتى الفنية فى التمثيل كانت مراحل، الأولى كانت الأفلام الاستعراضية، بداية من «بمبة كشر وليالى ياسمين»،
المرحلة الثانية بدأت فى الأفلام الاجتماعية، مثل «الباطنية ووكالة البلح»، كل هذه كانت أعمالا اجتماعية تتناول مشاكل مثل المخدرات وتجار وكالة البلح ومافيا التجار، وأيضًا كانت أعمالا شعبية فى نفس الوقت تتحدث وتناقش الواقع الموجود فى بلدنا، مثل «الباطنية»، وفى هذه الفترة كانت تنتشر تجارة المخدرات فتحدثنا فيه عنها، وكيف هى مؤثرة على الشباب وقدمنا فيها العالم الخفى لتجارة المخدرات، وبعد ذلك قدمت «المدبح» والعالم الغامض له، و«عزبة الصفيح» عن العشوائيات، وكيف كانت تتم المتاجرة بالناس البسيطة ومن يريد أن يأخذوا أراضيهم لبناء عمارات عليها،
وبعد ذلك انتقلت لمرحلة ثالثة، وهى أن الواحد عندما يكبر وينضج يتغير، والحمدلله من الحاجات الحلوة اللى عملتها، ولم أكن على خط واحد فى أعمالى، فكل مرحلة مختلفة عن الثانية، المرحلة الثالثة دخلت فى الأفلام السياسية، وفى المنتصف قدمت فيلما كوميديا اسمه «خمسة باب»، وبعد ذلك قدمت الأفلام السياسية، مثل «شبكة الموت، عصر القوة، حكمت فهمى، ملف سامية شعراوى، امرأة هزت عرش مصر، مهمة فى تل أبيب، 48 ساعة فى إسرائيل»، وهذه الأفلام هى التى أثبتت نجاحى عند الناس، وأدخلتنى فى منطقة ثانية أعلى، فكلها أفلام سياسية وخطيرة، وكل فيلم مختلف عن الآخر، وهذا ما جعلنى أكثر فنانة قدمت أفلاما سياسية.
■ تردد لفترة طويلة انشغالك فى مرحلة زمنية بالمنافسة مع نبيلة عبيد؟
– مفيش منافسة بينى وبين نبيلة عبيد، أنا بحبها وهى فنانة قديرة وأحترمها جداً، ولها تاريخ سينمائى جميل، ولا أعلم لماذا دائما كانوا يضعوننى فى منافسة مع نبيلة عبيد، فلا يوجد أى وجه للمقارنة ولا وجه للمنافسة فى يوم من الأيام، وهذا ليس تقليلا من قدرها،
لكن حقيقى لى سكة خاصة بى، لا حد عرف يقلدنى ولا أنا قلدت حد، وما حدث معى توفيق من الله أولًا، ثم اختيارى للموضوعات بفضل مجهودى واختياراتى التى أعتز بها، إلى جانب أننى «سكة تانية خالص، مليش منافسين»، المنافسة كانت بينى وبين عادل إمام على الإيرادات، كان كل عيد هو ينزل بفيلم وأنا أنزل بفيلم، كل عيد صغير،
الأفلام كلها تفضى عشان نادية الجندى وعادل إمام نازلين، كانت الناس تتابع «مين جاب إيراد أكتر»، ولا عمرى طلعت وقولت أنا الأول، وساعات إيراداتى كانت بتبقى أعلى من إيراداته، وأحيانا كنا نتساوى فى الإيرادات، لا عمرى قلت أنا الأعلى ولا هو قال أنا الأعلى.
■ لكن حاليًا أصبحت هناك حرب على الإيرادات بين الفنانين، وهناك من يظهر ويقول «أنا الأعلى إيرادا والأعلى أجرا»، ما الذى تغير بين النجوم؟
– ما يحدث حاليًا عيب، «عملية ردح» بالبلدى، وهذا غير لائق للفنان، فالفنان قدوة، لابد أن يحافظ على شكله أمام الناس كى يقتدوا به، وما يحدث جعل الفنان أمام الناس «مش حلو»، مع احترامى للكل، ما يحدث يجعل الناس تضحك عليهم، والناس لا يعجبها هذه الأوضاع، يقولون «أنا الأول وبيتخانقوا وده يطلع يقول أرقام والتانى يرد عليه ويقوله أرقامك مضروبة»، دعوا الجمهور ليحكم، من الأهم ومن الأول، ممكن تبقى الأول النهارده بعمل جيد جداً، وممكن تقدم عمل «متبقاش بيه الأول»، كله حسب العمل، العمل هو الأول مش الفنان.
■ هل الجمهور تغير ذوقه ونوعه؟
– الجمهور عمره ما اختلفت نوعيته، الجمهور هو الجمهور، هناك بعض الناس يتهمون الجمهور بمقولة «الجمهور عاوز كده»، لا، الجمهور مش عاوز كده، الجمهور لما يشوفلك عمل وحش أو يشوف المستوى العام للذوق فى الفن انحدر لهذه الدرجة، فمن الطبيعى ستكون أنت السبب وليس هم، طول عمر السينما فيها طبقة معينة بتحب أفلام معينة، وهى الطبقة الشعبية والحرفيون، طول عمرهم موجودين، طول عمرهم يحبون نوعية معينة من الضرب والأكشن، عمرهم ما تغيروا ولن يتغيروا هم نفس الناس، ولكن النجم الشعبى زمان كان فريد شوقى اللى بيضرب، والناس كانت تحبه وتجرى على أفلامه، هم نفس الجمهور،
لكن اليوم فى حالة من الجنون تحدث للفنانين الجدد، الذين أتمنى أن يفهموا الفن صح، لا أريد التعميم، هناك منهم ملتزمون جدا، وبعضهم عندهم نوع من الشططان، يمكن الإبهار السريع والوصول السريع للشهرة يكون سببا فى ذلك، نحن كى نصل «قعدنا سنين»، قعدت أول 10 سنين أعمل أدوارا تافهة، بدأت بدرى كنت تلميذة، لم أكمل وقتها 13 سنة،
الفترة الأولى تخبطت فى أدوار صغيرة جداً، والفترة التى بعدها حين وصلت لأدوار صغيرة فى «ميرامار» قبل «بمبة كشر»، كانت فترة طويلة جداً، لذلك الفن عندى له قيمة، ووصلت خطوة وراء الأخرى، درجة وراء درجة، لم آخذها صدفة، لكنهم وصلوا بسرعة، ونزولهم سيكون سريعا، والإبهار لما وصلوا إليه يجعلهم يعتقدون أنهم حققوا النجومية، فلا يعرفون كيفية الحفاظ عليها وتجدهم يختفون سريعًا.
■ هل توافق نادية الجندى على تقديم سيرتها الذاتية فى عمل سينمائى أو درامى؟
بالطبع أوافق، فقصة حياتى مشرفة ومليئة بالأحداث الجميلة.
■ لو عرض عليك المشاركة فى عمل بدور ليس بطولة، هل ستوافقين؟
على حسب شكل العمل ككل ومكانة الدور، ولو معى فنانات من الجدد «معنديش مانع»، بس مكانتى وأدوارى سأراعيها، والأهم الدور الذى يليق بمكانتى الفنية وقيمتى، ولن أقبل بأن يكون اسمى ولا الدور أقل أو ليس مناسبا لشخصيتى،
لن أقبل بذلك بعد النجاح والتاريخ الذى وصلت له، لكن ليس لدى أى مانع أشتغل معاهم، سواء شباب أو بنات، ولا يوجد فنان فى الدنيا قدم وجوها جديدة مثلى، فأنا أكتر فنانة شجعت الوجوه الجديدة، أفلامى كلها كانت نجوماً، عمرى ما أحببت أنفرد بالعمل لوحدى، ويكون من حولى كله كومبارس، تاريخى يقول ذلك، أعمالى كانت مليئة بنجوم كبار، ونجوم جدد وقتها بداية من أحمد زكى فى «الباطنية»، لمحمود حميدة وياسر جلال وحنان ترك، لقد تعبت فى حياتى وبدايتى،
وكانت رحلة شاقة جداً وشهدت الصعاب، كنت كل ما ألاقى نجم فيه موهبة حقيقية أحاول أقف بجانبه وأساعده وأقدمه وأجازف وأمنحه أدوارا كبيرة مهمة وبطولات، ولا يوجد نجم يفعل ذلك اليوم، فأى نجم يخاف يقف جنبه نجم آخر، الكل يريد أن يكون هو النجم الأوحد، لكن التاريخ سيذكر لى ذلك، لذلك وبالتأكيد لن أعمل سنيدة لأحد.
■ ما رأيك فيما يقدمه محمد رمضان؟
– هو فنان جيد، لكن أنصحه بعدم الغرور، ويركز فى فنه أكثر من المظاهر التى يعيش فيها، أنصحه بتقديم أعمال هادفة للشباب، لأنه قدوة، يجب أن يقدم أعمالا تكون قدوة للجيل الجديد.
■ كيف تشاهدين خطوات ياسر جلال هذه الأيام مع نجاحه فى أعمال رمضان؟
– ياسر جلال ممثل جيد، ومن يعرفنى يعلم جيدًا أننى لا أجامل فى العمل نهائيًا، أحسست أن داخله مشروع نجم وفنان وممثل جيد جدًا، لذلك وقتها جازفت ومنحته البطولة فى فيلم «أمن دولة»، ولم يكن المخرج وقتها معترفا به، وقال إن الدور صعب أن يعطى لشاب جديد، والمنتج أيضًا اعترض،
وقالوا لى «لا مينفعش ياسر جلال لأنه لسه جديد»، وطالبوا بأن يحصل على أدوار معقولة حسب سنه، كى لا يقع العمل لأنه كان دورا مهما وصعبا، وقتها قلت لا، ياسر جلال هو من سيقدم دور البطولة أمامى، وقلت لهم «هتشوفوا الشاب ده هيعمل إيه»، وكنت أرى فيه الفرصة والإمكانيات، ووقتها الفيلم كان فيه محمود حميدة، وقلت ما المانع أن نعطيه دورا مهما، المهم وافقوا وكانوا غير مقتنعين،
وبعد فترة قدم الدور بشكل جيد جدًا، لدرجة أننا أثناء التصوير كنا نصور فى جبال سويسرا داخل أتوبيس، وفجأة أوقفه المخرج الراحل نادر جلال، وكان كل طاقم الفيلم متواجدين وقال «أنا عاوز أقولكم على حاجة مهمة مدام نادية رشحت ياسر جلال ومكنتش مقتنع بيه كمخرج لكن بعد ما اشتغلت معاه أنا بقولكم أهو على الملأ إن هى كانت صح ووجهة نظرها كانت صح، وأنا آسف لها ولياسر جلال لأنى ظلمته،
بعد ما اشتغلت معاه اقتنعت إنه موهوب وأحسن واحد يعمل هذا الدور»، وقتها بكى ياسر جلال عندما خرج المخرج ليعترف بأنه لم يكن واثقا من هذا الاختيار، وبعد ذلك ياسر جلال عمل معى فى فيلم «بونو بونو»، وفيلم «الرغبة» مع على بدرخان، ولمع اسمه جداً، وفجأة اختفى، وأصبح يقدم أدوارا ليست من مستواه، وبعد ذلك عاد وجاءت له فرصة الانطلاق مرة أخرى، وهو على قدرها وفرحانة له جدًا لأنه من اكتشافاتى وباركت له على مسلسل «ظل الرئيس» بعد تحقيقه النجاح.