رئيس هيئة النزاهة : نعترف ان هناك ثقافة واسطة ومحسوبية وقانون مكافحة الفساد جرم هذا العمل

كنانة نيوز – محمد محسن عبيدات
 
قال رئيس هيئة النزاهة ومكافحة الفساد محمد العلاف للكنانة نيوز في رده على سؤال ان المواطن الاردني ما زال يعتقد ان الواسطة والمحسوبية هي الاساس في تحصيل الحقوق والمكتسبات نتيجة عدم وجود ثقة بالحكومة : ان الواسطة والمحسوبية ليست هي الاساس في كل شيء , ونعترف ان هناك ثقافة واسطة ومحسوبية , وهي ثقافة راسخة , وقانون مكافحة الفساد جرم هذا العمل واعتبره احد جرائم الفساد بموجب المادة (16) أ وبالتالي الواسطة والمحسوبية هي جريمة فساد ونحن نعتقد انه يجب علينا جمعيا الزاما ان نعيش الثقافة العامة التي تحرم الواسطة والمحسوبية , ولابد من عمل مجتمعي طويل المدى وعميق لنصل لنقطة التي نصبح فيها نتخلى عن الواسطة والمحسوبية .
 
وفي رده على سؤال حول توغل اعضاء مجلس النواب الاردني في كافة مؤسسات الدول في القطاعين العام والخاص لتحقيق مطالب ومكاسب خدماتية لصالح دوائرهم الانتخابية على حساب الصالح العام . هل هناك رصد ومتابعة لهذه الموضوع من قبل الهيئة ؟ قال :كل النشاطات الرسمية وغير الرسمية مطلعين عليها ونحن نعتقد ان النواب في جميع الحالات يقوموا بمسؤوليتهم القانونية وواجباتهم التنموية تجاه مناطقهم الانتخابية , وهذا دور دستوري قانوني سليم ولا يمكن لاي مجتمع ان يكون مثالي , لا بد ان يوجد بعض مخالفات , ولكن اذا كانت المخالفات خطيرة نتعامل معها , واذا كانت المخالفات بسيطة نتواصل مع اصحابها , وبشكل عام فان مجلس النواب الاردني يقوم بعمله الدستوري القانوني و المركزي .
 
وبين رئيس هيئة النزاهة ومكافحة الفساد محمد العلاف خلال كلمة القاها في قاعة المؤتمرات والندوات في جامعة اليرموك , اثناء الاحتفال الذي نظمته الهيئة تحت شعار “معا لكسر ظهر الفساد” احتفاء باليوم الدولي لمكافحة الفساد ، ان الهيئة هي احدى المؤسسات الوطنية الاكثر اتصالا بمستقبل هذا الوطن، والاكثر تمثيلا لطموحاته، والاقدر على صياغة هويته الوطنية، ففيها تتشكل افكار ابنائنا وشخصياتهم، وتصنع قياداتنا الواعدة، وتتبلور طاقاتهم الكامنة قبل خروجها الى واقع الحياة، و ان الهيئة تحرص على مخاطبة طلبة الجامعات باعتبارهم القيادات المستقبلية التي ستتولى ادارة اجهزة الدولة، والتخطيط لمستقبلها، وادارة اعمالها ومواردها في اطار من النزاهة والقيم العليا والاحساس المتقدم بالمسؤولية.
 
ودعا العلاف طلبة الجامعة ليكونوا شركاء مع الهيئة في مكافحة الفساد ، من خلال تعزيز مبدأ سيادة القانون الذي اشار إليه جلالة الملك في الورقة النقاشية السادسة، وانفاذه وتطبيقه، والتسليم بمبادئ النزاهة والعدالة وتكافؤ الفرص، وان يكون تنفيذ القانون عمل تلقائي يومي، وذلك من اجل ارساء اللبنة الاولى لكسر ظهر الفساد، مشيرا الى ضرورة التعاون ما بين الهيئة والجامعة في إرساء اللبنة الثانية من كسر ظهر الفساد من خلال طرح الواسطة والمحسوبية جانبا، واعادة بناء منظومة القيم الوطنية، ومعالجة بعض التراجع القيمي الذي بدأ يلون سلوكيات البعض.
 
 
وشدد العلاف على ان الاحساس بالمسؤولية الوطنية يقتضي بالضرورة المحافظة على المال العام، وان ننظر للوظيفة العامة على انها فرصة لخدمة الوطن والمواطن، وتقديم الخدمات الحكومية بجودة عالية، وان الجزء الاخلاقي للوظيفة العامة مطلب اساسي من متطلبات النجاح الوظيفي ومكون حيوي من مكونات النزاهة الوطنية في الادارة العامة .
 
واختتم العلاف ان جهود مكافحة الفساد لن يكتب لها النجاح اذا تم النظر اليها على اساس انها مهمة مؤسسة بعينها، فدون الشركاء لن نلمس اثرا او نحقق نجاحات يشار اليها في المحافل الدولية ، ولهذا فان الهيئة تسعى لتكثيف الجهود المبذولة من اجل خلق وعي وطني شامل حول اهمية تجريم الواسطة شعبيا ومسلكيا، والتعامل مع التجاوزات العامة، ومراقبة تطبيق العدالة والمساواة والجدارة وتكافؤ الفرص في كافة قطاعات العمل العام والمؤسسات الخاصة ومنظمات المجتمع المدني.