الشقيرات : ان الاشاعات والاخبار الملفقة  هي الوقود الذي يغذي به اصحاب الاجندات متابعيهم لاستقطاب الراي العام

كنانة نيوز – محمد محسن عبيدات

اكد قائد أمن اقليم الشمال العميد الركن وائل الشقيرات ان الاشاعات والاخبار الملفقة  التي تعج بها مواقع التواصل الاجتماعي هي الوقود الذي يغذي به اصحاب الاجندات متابعيهم لاستقطاب الراي العام  , او تصفية حسابات شخصية وسياسية , من خلال اغتيال الشخصيات العامة ,  دون وجه حق او دليل , وهذه الاشاعات تستهدف بشكل مباشر معنويات الاردنيين وتماسكهم وثقتهم بوطنهم مؤسسات  وهيئات ومكونات رسمية او غير رسمية  وهذا جعلنا بالاردن نقف امام ضرورة  ملحة لتطوير التشريعات الصارمة من خلال رصد الجهات المغرضة وردعها بقوة  القانون الناظم لهذه الجريمة مع المحافظة على التوازن بين صيانة حرية التعبير والراي وبين حقوق واولويات في غاية الاهمية لاستقرار ومصلحة الوطن .

وبهدف ترجمة توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني  بن الحسين حفظه الله ورعاه  والتي جاءت في مقاله الاخير ” منصات التواصل ام التناحر الاجتماعي ” لايجاد بيئة الكترونية امنة يتم فيها تداول المعلومات  الصحيحة والدقيقة مع الحرص على استخدام مبدا الشفافية  لكسب ثقة المواطن . وعلى ضوء ذلك اطلق مدير الامن العام اللواء فاضل  الحمود مبادرة ” فتبينوا ” والتي تهدف الى توعية كافة مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي الى التحقق من مصدر المعلومة  قبل تداولها , وتوعيتهم بمخاطر تداول المعلومات والاخبار  غير الموثوقة  , مع المحافظة  على احترام حرية رواد هذه المواقع  في التعبير عن الرأي ما دامت حريتهم موضوعية ومنطقية وفي اطار القانون

وضمن مبادرة ( فتبينوا ) , اطلقت مديرية شرطة محافظة اربد / الشرطة المجتمعية من قاعة المؤتمرات  في جامعة اليرموك  ندوة حول  “منصات التواصل أم التناحر الاجتماعي” , وهذه المبادرة خرجت من رحم القرآن الكريم، واشار اليها جلالة الملك في مقالته الشهيرة  “منصات التواصل أم التناحر الاجتماعي”  , والتي اكد من خلالها على عدة محاور رئيسية  , ابتداء من حرية التعبير و تعزيز القيم الايجابية  وحماية المجتمع من شرور الاشاعات واغتيال الشخصيات , و تحكيم العقل والمنطق في تقييم الاخبار والمعلومات ,و وضع الحقائق في متناول  المواطنين . منوها الى ان هذه المبادرة تستهدف كافة مستخدمي  مواقع التواصل الاجتماعي الى ان يكون استخدامها بما يمليه عليه ضمائرهم تجاه الوطن وعلى قدر المسؤولية في التعامل مع الاحداث  التي يشهدها الوطن , وخصوصا ان الوطن يتعرض الى هجمة شرسة لزعزعة امنه واستقراره من خلال اطلاق الاشاعات الهادمة والاخبار المظللة وغير الصحيحة .

واشار الى ان  جلاله الملك خاطب ابناء وبنات الاردن ليشجع النقاش البناء حول أولوياتنا وقضايانا الوطنية المهمة وهي كثيرة ومتنوعة السياسية والاقتصادية والاجتماعية , فقد شهد عالمنا اكبر تغير في تاريخ الإعلام والتواصل وفي أنماط استهلاك المعلومات وإنتاجها ونشرها والتفاعل معها . وإن استخدام أدوات أو منصات التواصل الالكترونية تعد صوتاً مسموعاً وفرصاً غير مسبوقةٍ للتواصل والتعبير عمّا يجول في خواطرنا ونتبادل الآراء فلتكن هذه المنصات وسيلة فاعلة لتسليط الضوء على القضايا المصيرية والإنسانية ونناقشها ونضع الحلول المناسبة لها .

واضاف اننا نحن الاردنيين يبقى في داخلنا قيم مثلى تجسد اعلى معاني الاخوة والتضامن والتكافل ضد كل الفتن أو الاجندات الصفراء التي تحاول بين الفينة والاخرى ان تبث سموم الفرقة والحقد والعنصرية والعدوانية والكراهية والتجريح بين ابناءنا وبناتنا فأصبحنا نرى ونسمع على منصات التواصل الاجتماعي مكانا للذم والقدح والمعلومات المضللة تكاد تخلو من الحياء او اللباقة والكياسة دون ادنى مسؤولية اخلاقيه او اجتماعيه او الالتزام بالقوانين التي وجدت لردع ومحاسبه كل مُسيء.

واشاد  بالدور المهم لشركات منصات التواصل الاجتماعي في التصدي لظاهرة الاستخدام السلبي, وكذلك الدور المهم ومسؤولية منابر الاعلام والاعلاميين كأحد اهم الاذرع القوية في تصحيح وتدقيق الاخبار والمعلومات اذ يجب عليهم رفع معاييرهم المهنية والالتزام بالمسؤوليات الاخلاقية والوطنية التي تقع على عاتقهم.فالاوطان لا تُبنى بالتشكيك وجلد الذات ولا بالنيل من الانجازات وإنكارها بل بالعزم والإرادة والعمل الجاد والانخراط الايجابي والمشاركة البناءة في القضايا الوطنية.