النعواشي ابن جدارا كما العبيدات ابن رافانا .. يغازل ويغزل لبني كنانة
كنانه نيوز – موسى النعواشي
يدافعني العشاق عن طيب لثمها فيقنعني لثـــــم التذكــــر لاسمـــها
كنانا على العهد الذي قد عهدناه بآثار ضـــــــم مثل آثـــــار ختمها
تبارك من أعطى جمالاً بروعة وزين آفــــــاق المعلي بنجمــــــها
فروحي لنهر عمّد القلب مــاؤه
فيا طيب أحلامي ويا فضل حلمها
لواء بني كنانة ، بقعة خضراء جميلة من الوطن الغالي الجميل ، يقع في الجزء الشمالي الغربي لمحافظة إربد ، في شماله الحدود السورية وفي غربه فلسطين ، تبلغ مساحته (247) كم2 ، وعدد سكانه يقارب (111507) ألف نسمة يتوزعون على خمسة وثلاثين تجمع سكني ، يشاركهم العيش ما يقارب (18000) لاجئ سوري.
لواء بني كنانة ، امتداد لتضاريس ثلاثة : سهل وجبل وغور ، أراضيه خصبة ولاّدة ، زيتونه مبارك ، زيته يكاد يضيء ، سنابل القمح فيه حبلى ، الجلُنار فيه عاشق ، قثاؤه دواء ، دحنونه للعيون ارتواء ، كل أصناف الورود تسكنه ، ليله تفوح منه رائحة الزّعتر .
في جدارا (أم قيس) تناديك حكمة أرابيوس : (أيها المار من هنا ، كما أنت الآن كنت أنا ، وكما أنا الآن ستكون أنت ، فتمتع بالحياة فإنك فان ) ، في قويلبة ، إيبلا ، آبل زيت ، وقنديل روما ، يستهويك الحديث عن ذاكرة تعبق فيها رائحة عصور خلت.
وفي الشعلة تقف وقفة عز وفَخَار ، لنحدث الناس عن خالد واليرموك ، وتبقى شعلة الحق بنورها الوهاج.
بني كنانة .. اسم نقش بحروف مباركة على جدار قلوبنا ، العشق فينا عشعش ، والعاشق يعطي ولا ينتظر الجزاء.
نعشق السهل والوادي ، نعشق الجبل نعشق الدحنون والزّعتر ، نعشق الرمان والجوافة واللوز والزيتون والشومر .
نعشق بني كنانة ، وناسها الطيبّين ، حملنا الهم ، طوّعنا الوقت ، شمّرنا عن السواعد ، لنترك بصمة فتبقى راسخة لأجيال تخلفنا.
بني كنانة خمس بلديات ، العهد بينها الوفاء : –
بلدية خالد بن الوليد : سابقت المدن في الدخول إلى التاريخ ، فقد كانت شاهدة على أكثر من عصر ، وهي اليوم حارسة أحداثه ، على أرضها لم تزل بصمات الرومان واليونان والمسلمين ، تصافح جبالها فلسطين وسوريا ، حجارتها سطور ، ترابها بخور ، ماؤها طهور.
تضم تحت جناحيها الحمة الأردنية ، والمخيبة الفوقا وأم قيس والمنصورة وملكا.
– بلدية السرو : بسطت تربتها سجادة لصلاة الربيع ، ومنحت مرآة دحنونها للسماء ، تحب الغناء فسكنتها العصافير ، سهلة حين تزورها ، وكل ما فيها يشدو للقادمين أهلاً وسهلاً ، إنها تحرس عطر ورودها ، تضم تحت جناحيها : حاتم وإبدر والمزيريب وعزريت وسما الروسان.
– بلدية الكفارات : أقرب ما تكون إلى السماء ، من السهل مصالحتها فهي تستجيب لصادق الدعاء ، تزهو بطيب ثمار أشجارها ، ويحلو لها صيفاً أن تقدم لزائرها ظلالها ، تتوسط ما جاورها من المناطق مثل طفل يلوذ بحضن أمه وهو يغني . تنام في حضنها حرثا وحبراص وكفر سوم ويبلا والرفيد وعقربا وبرشتا واليرموك.
– بلدية الشعلة : هي شال من الزّعتر ، تفاخر بزيتونها ، الذي أقسم به الله تعالى ، ونفاخر بها كمنبع للجمال البهي ، هواؤها معطر ، تربتها بيدر ، سهلها عنبر ، كل ما زرتها عدت إليها بكامل حنينك إلى فضاء يتسع للغناء والدعاء ، إنها لغة الأوفياء ، في حضنها تغفو سمر وسحم والشعلة .
– بلدية اليرموك : هل جاءتك أحاديث الرواة من عهد الغابرين ؟ إنها الصوت والصدى ، ما زالت تحتفظ بما تيسر من أصوات المكبرين والمهللين ، لم تنسَ تاريخها ، فعلى تربتها آثار من مرّوا لكتابة التاريخ ، وعلى صخورها بصمات حوافر خيلهم ، وحدها تستقبل شمس الصباح بابتسامتها .
في حضنها خرجا والزوية وحريما وأبو اللوقس والقصفة والسيلة والخريبة .
إنها بني كنانة وأهلها كنانيون يعشقون الورد .. لكن يعشقون الأرض أكثر …