هل يتدخل قائد الوطن قبل ان نترحم على الوطن / المهندس وصفي عبيدات 

هل يتدخل قائد الوطن قبل ان نترحم على الوطن

المهندس وصفي عبيدات

من اليوم الذي أشار على الوطن بيع بعض اعضاءه بحجة تحفيز المناعة لمواجهة الهبات الفيروسية الوهمية التي اصطنعها المستشار وفريقه بدأ الوطن يتألم مع اقتطاع كل جزء منه وبيعه ، بشهادة ثلة من الجراحين اصحاب الدولة الذين كانت تنقصهم المهارة الطبية ليقرروا ان كان المريض يتحمل عملية بتر الاعضاء ام لا ، خاصة وأن الجزار كان يستعمل منشارا قد تآكلت اسنانه ليشتد الالم على المنشور ، اطباء الجراحة وقفوا عاجزين حتى عن تقديم المشورة بإراحة الضبحة كما امرنا به اسلامنا الحنيف ولا حتى عن خياطة الجرح او كي مكان الجزء المبتور فكان قرارهم الفاجع وضع الجسد في ثلاجات الموتى ليوقفوا النزف حتى لا تثور عليهم هوام الارض ، فالمبتورة اعضاؤه عزيز عليها ففيه تلقى الحضن الدافئ الآمن .
من ذلك اليوم الذي خدع فيه الجزار اهل المريض بان بتر بعض الاعضاء ضرورة ملحة حتى لا يتفشى المرض ، رغم ان الجسد يومها لم يكن يشكو الماً بل كان بكامل صحته ويمارس نشاطه ويقوم بكامل واجباته ويوفر كل متطلبات الحياة لخلاياه واعضائه وكان يعيش حياة سعيدة تتبادل اعضاؤه الواجبات لحمايته والعناية به ودفع الاذى والضرر عنه ، من ذلك اليوم ونحن نعيش مأساة تلو مأساة ، فالوطن عليل لم يغادر غرفة العمليات واحيانا ينقل الى ثلاجة الموتى ، وبعد ايام يُطل علينا احدهم ليقول ان الوطن بدأ يتعافى وخرج من ثلاجة الموتى الى غرفة الانعاش فهو لم يتعافى تماماً .
من ذاك اليوم والوطن يتألم ويزداد عمق الجرح حتى اضطررنا لمد ايدينا نتسول لشراء الضمادات فلم نحصل الا على القليل منها ثم نكتشف انها ملوثة فيزداد الجرح عفناً فنسارع الى اقتطاع بعض جلدة لنرقع مكان الجرح ولنقص المواد المطهرة يبدأ العفن يصيب المكان الذي ازلنا عنه الجلد ، فنطرق الابواب ثانية اخوانا واصدقاءً لنجدتنا فيأتينا الجواب أنه ما زال هناك بعض اجزاء الوطن حية فاذهبوا واقتطعوا منه وارقعوا مكان العفن ، فيستمر العفن انتشارا من هنا وهناك ، فلا نحن عالجنا الجرح ولا نحن حافظنا على باقي الجسد .

واليوم قرر الجراح ان يرفع الاجهزة المساعدة عن المريض لأنه يرى ان لا امل بالحياة.
فهل يتدخل قائد الوطن قبل ان نترحم على الوطن ؟