عيد ” الهالوين ” ماذا يعني وما هو تاريخه وحكم الشرع منه؟

كنانه نيوز – دين ودنيا  – شعبية عيد “هالوين” اخذت بالتزايد سنة بعد سنة. الاميركيون ينفقون أكثر من خمسة مليارات دولار سنوياً على الأزياء التنكرية التي يرتدونها وغيرها من اشكال الاحتفالات. فالسكاكر والحلويات التي يستهلكونها تشكل ربع ما يستهلكونه خلال العام. وهكذا صار هذا العيد ثاني اهم الأعياد في الولايات المتحدة.

اما في العديد من الدول الأوروبية وبقية العالم فلم يتعرف الناس على هذا العيد ولم يشتهر الا بعد العام 1997.

ماذا تعني كلمة هالوين

هذه الكلمة مأخوذة من الإنجليزية “هالوين” “ وهي تحريف لعبارة “ أول سانتس ايف” أو “أول هالوين إيفنينغ” أي الليلة التي تسبق عيد جميع القديسين لدى الطائفة المسيحية الكاثوليكية. وهو عيد يحتفل به في الاول من تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام. وهكذا أصبح الاحتفال بهالوين في 31 تشرين الأول/أكتوبر من كل عام.

ولان هذا العيد هو في الأساس وثني، وقد عمدت المسيحية بعد ظهورها لمنع الاحتفال به، لكنها عادة وحددته كعيد لجميع القديسين. وفي اليوم التالي يحتفل المسيحيون ايضاً بعيد تذكار الموتى المؤمنين، فيزورون مدافن موتاهم.

مع هذه الاحداث التاريخية، اختلطت الأعياد بين دينية ووثنية لدى العامة من الناس.

الجذور التاريخية للهالوين

الجذور التاريخية لهذا العيد تعود الى ما قبل 2500 سنة، حينها كان يعرف بعيد رأس السنة السلتية في إنجلترا وايرلندا وشمال فرنسا. وتبدأ السنة الجديدة مع مطلع شهر ساماين الموافق لشهر تشرين الثاني/نوفمبر. بعد ليلة يكون فيها القمر بدراً كاملاً. ويرمز لانتهاء فصل الصيف وبدء فصل الشتاء. إذ ان السنة السلتية هي سنة قمرية وليست شمسية وفيها فصلان فقط وهما الصيف والشتاء. ويبدأ فصل الصيف مع مطلع شهر أيار/مايو.

ظهور هالوين في شكله الحديث

لكن بداياته في الولايات المتحدة كانت في القرن التاسع عشر، خاصة مع هجرة الإيرلنديين اليها. فرافقتهم قصصهم وخرافاتهم كما عاداتهم وتقاليدهم. ومن بين هذه القصص، قصة رجل إيرلندي اسمه جاك او لانتيرن تجرأ وتحدى الشيطان وقد توفي في 31 تشرين الاول/أكتوبر. جاك كان يسير في الليل مخموراً حاملاً بيده اللفت وقد وضع داخلها شمعة كي لا يطفئها الريح. فحكم على روحه بالتيه وهو يحمل قنديلاً. وهكذا انتشر هذا العيد في العالم الجديد للمهاجرين. وبات التقليد توزيع الحلويات وصارت اليقطينة جزء منه.

الحكم الشرعي في المسألة

الإيمان هو أساس المجتمع الإسلامي ، كما أن التوحيد ( الإيمان بوجود الله ووحدانيته ) هو لبُّ هذا الإيمان . كما تهدف تعاليم الإسلام وأحكامه في المرتبة الأولى إلى حماية هذا الإيمان والمحافظة على عقيدة التوحيد نقية خالصة . وحتى يمكننا المحافظة على المجتمع الإسلامي نقيا من أي شائبة من شوائب الشرك بالله تعالى ، فعلينا أن نعلنها حربا لا هوادة فيها على كل التقاليد والممارسات التي نشأت في مجتمعات بعيدة عن هدي الله ، وفي أجواء الشرك والوثنية .

وقد حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من التشبه بالكفرة بقوله ” من تشبه بقوم فهو منهم ” . فعلى المسلمين أن يصغوا لحديث رسول الله وأن يكفوا عن التشبه بالكفار والاحتفال بأعيادهم . فقد حرَّم الإسلام تحريما قاطعا التشبه بغير المسلمين في عاداتهم الاجتماعية وطقوسهم الدينية وخاصة عباد الأوثان أو عباد الشيطان . فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليصبن الله عليكم العذاب صبا ، ولئن دعوتم فلن يستجاب لكم ” رواه الترمذي .
ومن وجهة نظر إسلامية ، فإن عيد الهالوين هو أحد أسوأ الأعياد بسبب أصله الوثني . فلا شك أنه يحرم المشاركة بالاحتفال بهذا العيد ، حتى وإن بدت بعض الممارسات في هذا العيد برئية أو فيها بعض الخير ، إذ أن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول ” كل بدعة ضلالة ” . الدارمي ، حتى وإن اعتبر بعض الناس ذلك أمرا طيبا . كما أن هناك من يقول أن عيد هالوين اليوم لا علاقة له البتة بعبادة الشيطان ، فهذا لا يغير من الأمر شيئا ، وتبقى المشاركة بالاحتفال بذلك العيد حراما .
وتعتبر مشاركة المسلمين في مثل هذه الاحتفالات مظهرا من مظاهر ضعف إيمانهم ، أو نبذا للرسالة التي أتى بها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي بعثه الله سبحانه ليخرجنا من ظلمات الجاهلية.